طورت روسيا معارضتها "الشكلية" للضربات الاطلسية ضد يوغوسلافيا باعلانها ان سبع قطع بحرية تابعة لها ستتوجه الى البحر الادرياتيكي، عابرة مضيق البوسفور وذلك في مهمة تهدف الى "تحليل الوضع المتغير بسرعة واستخلاص النتائج". واعربت واشنطن عن قلقها ازاء هذا التطور و"الاشارة" التي يعطيها الى بلغراد وغيرها من الدول. راجع ص 6 و7 وجاء ذلك في وقت اتجه الاطلسي الى تصعيد عملياته بعد توقف استمر ساعات، سمح لسكان بلغراد بالتقاط انفاسهم والتجمع بالآلاف للتعبير عن مشاعر العداء للغرب. وساد جدل في الاوساط الاوروبية نتيجة تصريح ادلى به الرئيس الاميركي بيل كلينتون، اول من امس، ولمح فيه الى ان تعنت الرئيس اليوغوسلافي سيؤدي به الى خسارة اقليم كوسوفو. واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك في رد غير مباشر على ذلك ان مسألة تقسيم الاقليم غير واردة. لكن المسؤولين الاميركيين تساءلوا عن امكانات حدوث تعايش بين الصرب والالبان بعدما حصل من مجازر وتهجير في الاقليم. واتهم وزير الدفاع الروسي الولاياتالمتحدة بأنها تسعى الى ارسال قوات برية الى كوسوفو لفصل الاقليم عن يوغوسلافيا، لكن الخبراء العسكريين الغربيين استبعدوا التدخل البريّ وشددوا على ان المرحلة الثالثة من العمليات الاطلسية ستهدف الى تدمير التجمعات العسكرية وارتال الدبابات الصربية في كوسوفو. واتسع نطاق ردود الافعال على التطورات في يوغوسلافيا اذ دانت المملكة العربية السعودية سياسة التطهير العرقي التي ينفذها نظام الرئيس اليوغوسلافي ضد شعب كوسوفو وشددت على وجوب وضع حد لتعنت هذا النظام. واعرب مصدر سعودي مسؤول في تصريح الى "وكالة الانباء السعودية" عن شجب بلاده "ما يقوم به الصرب من عمليات قتل وتشريد لمئات الآلاف من شعب كوسوفو المسلم وترحيل قسري للبعض الآخر منهم الى الدول المجاورة" وأكدت المملكة وقوفها الى جانب شعب كوسوفو "الذي يتعرض لأشد انواع القمع والقهر والتشريد من قبل الصرب المعتدين، مشددة على ضرورة وضع حد لتحدي وتعنت رئيس النظام اليوغوسلافي لجهود السلام الدولية". وفي ايران، حذر الرئيس محمد خاتمي من ان الضربات الاطلسية ستزيد من مشاكل المسلمين في كوسوفو. وقالت "وكالة انباء الجمهورية الاسلامية" امس ان خاتمي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي، بعث برسائل الى الدول الاعضاء، مشيراً الى ان هجمات الاطلسي "ستزيد من تعقيد الازمة". على صعيد آخر، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مراسلها في كوسوفو ان الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا موجود في منزله في بريشتينا وهو سليم معافى، فيما اكد مصدر في جيش تحرير كوسوفو لپ"الحياة" ان روغوفا لم يغادر الاقليم لكن عائلته اعتقلت. واعلنت الفاتيكان ان وفداً يقوده "وزير خارجيته" سيتوجه الى بلغراد لاجراء محادثات في ضوء عرض الوساطة الذي ناقش تفاصيله الوفد الروسي غير الرسمي برئاسة ايغور غايدار.