قدم متمردو "الجيش الشعبي لتحرير السودان" ومسؤولون في فصائل جنوبية موالية للحكومة السودانية تفسيرات مختلفة لنتائج مؤتمر قبلي عقد في جنوب السودان. وأعلن "الجيش الشعبي" ان اللقاء توصل الى "اتفاق على وقف الاعمال العدائية بين قبيلتي الدينكا والنوير في الجنوب"، في حين أكد قياديون في "جبهة الانقاذ الديموقراطية" التي وقعت اتفاق سلام مع الخرطوم ان الاجتماع توصل الى "وقف شامل لإطلاق النار في الجنوب". وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان لپ"الحياة" في اتصال هاتفي امس "لا يوجد وقف جديد لإطلاق النار مع الحكومة باستثناء وقف النار الجزئي الساري في مناطق المجاعة في اقليم بحر الغزال". وأوضح عرمان ان "ما حصل هو اجتماع بين سلاطين من النوير والدينكا وقياديين وأعيان من القبيلتين اللتين تمثلان أكثر من نصف سكان الجنوب بهدف وضع اطار للتعايش السلمي بين القبيلتين وخصوصاً دينكا بحر الغزال ونوير اقليم غرب أعالي النيل". وشدد على ان "لا علاقة للحكومة أو الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف التي ترعى وساطة بين الخرطوم والمتمردين أو جبهة الانقاذ الديموقراطية بقيادة الدكتور رياك مشار بهذا المؤتمر". لكن المسؤول في الحركة التي يقودها العقيد جون قرنق أقر بمشاركة نائب رئيس الحركة "الكوماندور سيلفا كير في اللقاء"، قائلاً انه حضر "بوصفه قائداً لمنطقة بحر الغزال"، وحضور مسؤولين في التنظيمات الجنوبية الموالية للحكومة أبرزهم الرجل الثاني في "جبهة الانقاذ" التي تضم هذه الفصائل السبعة صمويل أرو بول. وقال ان من حضروا من الجبهة "جاؤوا بوصفهم أعيان وممثلين لقبيلتي الدينكا والنوير". وعقد اللقاء في منطقة خاضعة لسيطرة قرنق وتولى تمويله وترتيبات عقده "مجلس الكنائس السودانية" ومنظمات أخرى. ولاحظ ان كون اللقاء بين قبائل، فإن "الأعراف تمنع فرض شروط لتحديد الحضور". واعتبر ان سياسة الحركة الرسمية تؤيد مثل هذه اللقاءات "لتفويت الفرصة على الحكومة ومنع خلق فتن قبلية"، وشدد على ان الاجتماع "لم يطرح أي أجندة سياسية تخص العلاقة بين الحكومة والحركة وجبهة الانقاذ. وهذا اللقاء ليس المنبر المناسب لمناقشة هذه القضايا". واعتبر ان عقد المؤتمر "يمثل صفعة لسياسة فرق تسد التي تنتهجها الخرطوم وتستخدم الفصائل الجنوبية الموالية لها أداة فيها". غير ان مسؤولاً كبيراً في "جبهة الانقاذ" صرح في الخرطوم بأن المؤتمر توصل الى اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في جنوب البلاد يسري لدى بدء مفاوضات السلام في نيروبي المقررة منتصف الشهر المقبل. ورفض رئيس مجلس الجنوب رئيس "جبهة الانقاذ" الدكتور رياك مشار امس الإدلاء بمعلومات عن نتائج الاجتماعات مفضلاً انتظار عودة وفده الى الخرطوم اليوم. ولم تصدر من جانب الحكومة السودانية أو الجيش السوداني تعليقات على هذه الانباء. وأكد القيادي البارز في "جبهة الانقاذ" تايني يوك لوكالة "فرانس برس" امس التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار. وأضاف انه "يحق لجميع الجنوبيين أياً كان انتماؤهم التنقل بحرية في المناطق الخاضعة للجيش الشعبي لتحرير السودان ولسلطة الحكومة"، وأشار الى ان الاتفاق يضمن "حق اللاجئين الذين شردتهم المعارك في العودة الى ديارهم". وقال ان قرنق "قرأ الاتفاق قبل اعطاء تعليمات للوفد بالتوقيع عليه".