اتهم مساعد الرئيس السوداني رئيس مجلس تنسيق جنوب السودان الدكتور رياك مشار معارضي اتفاق السلام الموقع بين مجموعته والفصيل الرئيسي للحركة الشعبية لتحرير السودان بپ"عدم الوطنية وعدم الحرص على مصلحة مواطني الجنوب". وقال في تصريح لپ"الحياة" ان اتفاق وتليت الذي وقع مطلع الشهر الجاري "يساهم في حفظ الأمن في مناطق عدة في الجنوب، كما يساهم في عودة الحياة الى طبيعتها ويعتبر عاملاً مساعداً لتهيئة الاجواء لمفاوضات السلام" المرتقبة في العاصمة الكينية الشهر المقبل. وكشف مشار، الذي يرأس ايضاً جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة التي تضم عدداً من الفصائل الجنوبية الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة، ابرز ما جاء في اتفاق وتليت في اعقاب مؤتمر الصلح والسلام الذي عقد في الفترة من 27 شباط فبراير حتى 7 آذار مارس في حضور قادة مجلس الكنائس السودانية وزعماء قبائل الدينكا والنوير وأعيان المنطقة. وجاء في مقدم الاتفاق انه "يجيء لاعلان نهاية سبعة اعوام من النزاع الشرس... وان الموقعين على الاتفاق عازمون على تنفيذه بدقة من اجل التعايش السلمي... ولهذا بدأنا الاتفاق بذبح الثور الابيض واختتمناه بالصلوات المسيحية والطقوس العرقية التقليدية". وتضمن الاتفاق تسع نقاط رئيسية هي: 1 - وقف كل الأعمال العدائية بين الدينكا والنوير فوراً. 2 - وقف دائم لاطلاق النار في منطقة القبيلتين. 3 - العفو العام عن مرتكبي الجرائم في الجزء الغربي من الجنوب حتى مطلع السنة الجارية. 4 - تأكيد حرية التحرك والتنقل وتشجيع التجارة المتبادلة بين المواطنين مع الاهتمام بالتنمية وتوفير الخدمات. 5 - تشجيع ابرام الاتفاقات والاجراءات المحلية عبر الحدود بين قبيلتي الدينكا والنوير. 6 - جعل المناطق الرعوية وصيد الاسماك ميسورة للجميع باعتبارها موارد مشتركة. 7 - تشجيع النازحين على العودة الى ديارهم الاهلية والعمل على اعادة بناء علاقات مع جيرانهم في المناطق الاخرى. 8 - العمل على ان يشمل الاتفاق بقية مناطق جنوب السودان وقبائله. 9 - مناشدة الجيش الشعبي لتحرير السودان وجبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة وقوات دفاع جنوب السودان دعم هذا الاتفاق والعمل على تنفيذه، ومناشدة المجتمع الدولي المساهمة في جهود اعادة التوطين والأمن والاستقرار في المنطقة. وعلى الصعيد نفسه، نوه الدكتور رياك مشار بالاتفاق وكذلك بنظام الحكم الفيديرالي المطبق في البلاد خلال لقائه امس مع محافظي السودان في مؤتمرهم الجامع الذي عقد في الخرطوم. واعتبر الحكم الفيديرالي من الأسس التي تعتمد عليها مسيرة السلام في السودان. وطالب وزارة المال العمل على توفير احتياجات الموازنة المطلوبة للولايات والمحافظات. في مقابل ذلك، ق ن أ ذكرت صحيفة "الاسبوع" السودانية شبه الحكومية امس ان الاتفاق "سيعمل على تمزيق السودان"، مشيرة الى انه نص كذلك على الغاء كل القوانين التي سنتها الحكومة اخيراً. الى ذلك، حذرت مصادر جنوبية من ان قوى اجنبية تقف وراء اتفاق الدينكا والنوير بهدف تمكين "الحركة الشعبية" من مواقع انتاج النفط في المنطقة مستقبلاً والتي تضرب الحكومة حولها حزاماً امنياً محكماً بواسطة ابناء قبيلة النوير. ولم تستبعد قيام حركة التمرد بعمل عسكري يهدف الى الاستيلاء على مواقع النفط في ولاية الوحدة الجنوبية قبل حزيران يونيو المقبل. من جهة اخرى، صرح الناطق باسم جبهة الانقاذ الديموقراطية مكواج تينج يوك بان الجبهة بصدد رفع دعوى ضد نائب الامين العام للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم لورانس لوال لوال وعدد من قيادات منبر الجنوب في المؤتمر الوطني لادلائهم بتصريحات وصفها بانها غير مسؤولة عن اتفاق الدينكا والنوير.