بغداد، القاهرة، انقرة، لندن، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن البنتاغون ان طائرات بريطانية قصفت موقعاً للرادار جنوب ميناء البصرة في جنوبالعراق، فيما أكد وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون "توسيع التعليمات" للطيارين البريطانيين والأ ميركيين "لتكييف قواعد التدخل" في العراق. وأضاف الوزير البريطاني أمام مجلس العموم البرلمان ان الرئيس "صدام حسين استخدم صواريخ أرض - أرض كمضادات جوية غير معدة، معرضاً أمن شعبه إلى الخطر كذلك". وزاد: "ليس في امكاننا أن نتجاهل الهجمات على الطائرات الأميركية والبريطانية، لذلك قمنا بتكييف قواعد التدخل لمواجهة تصعيد الاعتداءات العراقية" في منطقتي الحظر الجوي. وأعلن بيان ل"القيادة المركزية للجيش الاميركي" ان مقاتلات بريطانية من طراز "تورنيدو جي آر - 1" قصفت أمس موقعا للرادار في جنوب ميناء البصرة "ردا على قيام العراق باختراق منطقة الحظر في الجنوب مرتين وعلى رصد رادارات طائرات من مواقع لصواريخ ارض - جو عراقية. واكد ان "اياً من طائرات التحالف لم تصب، وان تقييم الاضرار الناجمة عن الهجوم لا يزال مستمرا". على صعيد اخر استأنف العراق منتصف ليل الأربعاء الخميس ضخ النفط عبر الانبوب الممتد من مناطقه الشمالية الى الأراضي التركية، بعدما توقف ثلاثة ايام بسبب الضربات الجوية الاميركية. وفيما خففت انقرة من تصريحات الرئيس سليمان ديميريل التي وصف فيها الضربات الاميركية بأنها "غير مقبولة"، نفت القاهرة ان تكون قدمت تسهيلات بحرية او جوية لضرب العراق. وقال مصدر عراقي: "استعدنا الضخ في انبوب النفط منتصف الليل اول من امس بالتوقيت المحلي، ووصلنا الى الطاقة القصوى". وأضاف: "اوجدنا بدائل للمحطات المعطلة كي تستعيد التصدير من دون انتظار استكمال الاصلاحات". وأفاد ناطق باسم وزارة البترول ان ضخ النفط استؤنف بعد اصلاحات في محطة ضخ تبعد 35 كيلومتراً عن الموصل ومركز الاتصالات في عين زالة، على بعد 50 كيلومتراً شمال غربي المدينة. وأفاد مصدر مطلع في لندن ان صادرات النفط العراقي من الحقول الشمالية تسير بمعدل يقترب من 70 في المئة من مستويات التصدير المعتادة، وان النفط تدفق في خط الانابيب الذي يصل الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط بمعدل 575 الف برميل يومياً في أول 12 ساعة بعد استئناف تشغيل الخط. الى ذلك خففت وزارة الخارجية التركية امس من تصريحات ديميريل التي وصف فيها القصف الاميركي لخط انابيب النفط بأنه "غير مقبول"، وقال سرمد اتاغانلي، الناطق باسم الوزارة للصحافيين: "الحدث الأخير اتاح فرصة لاظهار مدى حساسيتنا". وأضاف: "ينبغي ان يكون هناك حل لهذا التوتر، الذي هو بمثابة جرح نازف منذ العام 1991. حان الوقت كي يعالج الطرفان هذا الأمر". وكانت واشنطن جددت تأكيدها ان الطائرات الاميركية لم تتعمد ضرب منشآت لها علاقة بالنفط في شمال العراق. وقال جيمس فولي، نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ليل أول من امس: "لم نتعمد استهداف منشآت تتعلق ببرنامج النفط للغذاء، لكن هذا الامر يجري التحقيق فيه". وأشار الى ان الطائرات الاميركية التي كانت تنفذ دوريات فوق العراق في 28 شباط فبراير و1 آذار مارس قصفت اهدافاً "لها علاقة بمحاولات عراقية للتصدي لطائراتنا، ولا نستهدف فقط رادارات وأنظمة اسلحة الدفاع الجوي العراقي بل أيضاً اجزاء اخرى من شبكة القيادة والسيطرة والانذار المبكر والاتصالات للدفاع الجوي. ونجري مزيداً من التحليل لتلك الضربات ونتعاون مع الحكومة التركية في التحقيق". في القاهرة نفى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى تقديم بلاده تسهيلات بحرية أو جوية للقوات الاميركية والبريطانية لضرب العراق، وقال رداً على سؤال: "لسنا جزءاً من العملية العسكرية ضد العراق، وإذا كانت هناك تلميحات تتعلق بالسماح بعبور حاملات الطائرات والسفن الحربية قناة السويس فنحن ملتزمون اتفاقية القسطنطينية التي تنظم الملاحة في المجرى المائي".