اعتبر مجلس الوزراء قصف الطيران التركي لمواقع حزب «العمال الكردستاني» داخل الأراضي العراقية «تصعيداً خطيراً واعتداء على سيادة البلاد»، فيما أعلنت أنقرة توقف ضخ النفط عبر خط الأنابيب من كركوك إلى ميناء جيهان جراء هجوم «تخريبي نفذه إرهابيون»، في إشارة إلى حزب «العمال». وشنت الطائرات التركية ليل الثلثاء – الأربعاء غارات جديدة على مواقع «الكردستاني» داخل الأراضي العراقية ووصفت بأنها «الأعنف» منذ بدء العملية العسكرية نهاية الأسبوع الماضي. وأعلنت الحكومة العراقية في بيان عقب اجتماع برئاسة حيدر العبادي أن «القصف التركي داخل الأراضي العراقية يمثل تصعيداً خطيراً واعتداء على السيادة، كما أن العراق ملزم عدم السماح بإستخدام أراضيه منطلقاً لشن اعتداء على تركيا»، داعياً أنقرة إلى «احترام علاقة حسن الجوار، وعدم التصعيد واللجوء إلى التفاهم بين الجانبين لحل المشاكل، فضلاً عن ضرورة البدء بتعزيز الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات، بحسب الاتفاقات والتفاهمات الثنائية». وفي تطور لافت أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز في بيان أمس «توقف تدفق النفط عبر خط الأنابيب الذي ينقل نفط كركوك والخام الكردي إلى ميناء جيهان، جراء عمل تخريبي نفذه إرهابيون»، لافتاً إلى أن «الخط تعرض لأضرار، لكن الإمدادات النفطية للبلاد لم تتأثر». في الأثناء، عقد السفير التركي في بغداد فاروق قيماقجي اجتماعاً مع رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي دعا إلى «تنسيق عالي المستوى بين دول المنطقة لمواجهة العدو المشترك الذي يهدد الأمن والسلم الاجتماعي للمنطقة برمتها»، لافتاً إلى أن «الدور التركي ذو أهمية كبيرة في محاربة الإرهاب، ونؤكد في الوقت نفسه اعتماد الحوار والتنسيق لحل الخلافات الثنائية». من جهة أخرى، نقل بيان لرئاسة إقليم كردستان عن رئيسه مسعود بارزاني قوله خلال لقائه السفير البريطاني لدى العراق فرانك باكر، إن «قرار الحكومة التركية المشاركة في الجبهة الدولية ضد داعش خطوة إيجابية ومهمة»، واستدرك: «لكن لا يجوز أن يكون ثمن هذه المشاركة ضرب الأطراف الكردية في تركيا وسورية، ونحن قلقون من تطور الخلافات بين العمال الكردستاني وأنقرة». إلى ذلك، بحث بارزاني خلال لقاء منفصل مع قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية الجنرال لويد اوستن في «الحرب على داعش في العراق»، وذكر بيان رئاسي أن الجانبين «أعربا عن ارتياحهما إلى قرار تركيا المشاركة في هذه الحرب»، ودعا بارزاني «الحكومة التركية وحزب العمال، للعودة إلى عملية السلام، وأن يركز الجميع على مواجهة داعش». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو أعلن تلقيه «ضوءاً أخضر» من بارزاني لشن ضربات داخل أراضي الإقليم، أعقبتها تصريحات للأخير انتقد خلالها الجناح العسكري ل»الكردستاني» واتهمه بتضييع «فرصة غير مسبوقة لتحقيق السلام لعدم استيعابه سياسية الانفتاح التي انتهجها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا».