تحدثت مصادر ديبلوماسية في البلقان عن حصول تقدم في المساعي الدولية لتحقيق انفراج في الأزمة الراهنة في بلغراد، فيما اتخذت دول مجموعة الاتصال الست في اجتماعها أمس الجمعة في لندن قرارات لارغام القوات الصربية على وضع حد للعنف الذي تمارسه في اقليم كوسوفو. وأضافت المصادر الديبلوماسية ان اعلان بلغراد تجميد قرارها الخاص بطرد رئيس بعثة المراقبة الأوروبية وليام ووكر من كوسوفو، هو صيعة إعلامية لحفظ ماء وجهها، بعدما تراجعت واقعياً عن هذا الاجراء. وذكرت مصادر ديبلوماسية في بلغراد أمس أن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش قدم تنازلات مهمة للوسطاء الأميركيين والأوروبيين والروس الذين التقوا معه "بعدما وافق على سحب قوات الشرطة والجيش التي ارسلت إلى كوسوفو أخيراً ووقف العمليات الصربية في الاقليم والتعاون مع رئيس بعثة المراقبة الأوروبية وليام ووكر". وأضافت ان ميلوشيفيتش تعهد بأن القوات الصربية لن تدخل المناطق التي يسيطر عليها جيش تحرير كوسوفو "ما يعتبر تنازلاً صربياً باتجاه الاعتراف بجيش تحرير كوسوفو وعدم اعتراض سيطرته على بعض مناطق الاقليم". لكن هذه المصادر أوضحت بأن ميلوشيفيتش "لا يزال مصراً على عدم السماح للمدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي لويزا اربور بالاشراف على التحقيق في شأن المجزرة التي وقعت ضد السكان الألبان في قرية راتشكا الأسبوع الماضي". وأشارت مصادر مطلعة في بلغراد إلى أن ميلوشيفيتش تراجع عن قرار طرد رئيس بعثة المراقبة الدولية في كوسوفو وليام ووكر "عندما قدم وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش تعهداً خطياً إلى وزير الخارجية النرويجي كنوت فوليباك يؤكد لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية أن الحكومة الصربية ستسمح لووكر بمواصلة مهمته حتى انتهاء فترة تفويضه". وأوضح الناطق باسم بعثة المراقبة الأوروبية ساندي بلايت أن ووكر عاد صباح أمس الجمعة "إلى مزاولة مهماته بصورة اعتيادية وأن الشرطة الصربية قدمت الحماية اللازمة له". وأفاد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في لندن أمس ان الدول الغربية "تفضل الحل السياسي في كوسوفو". وناقش ممثلو دول مجموعة الاتصال سبل استئناف المحادثات السياسية بين بلغراد وألبان كوسوفو. إلى ذلك، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس فولي "ان واشنطن تصر ومعها حلفاؤها على انسحاب القوات الصربية من كوسوفو وفق اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الأول اكتوبر الماضي، إضافة إلى اجراء تحقيق مستقل حول مجزرة الألبان في راتشكا". وأوضح ان واشنطن "ستواصل التشاور مع حلفائها بخصوص المرحلة المقبلة في كوسوفو". وعلى رغم المساعي السلمية لاحتواء التوتر في كوسوفو، فإن الاستعدادات العسكرية لحلف شمال الأطلسي تواصلت في مياه البحر الادرياتيكي وقواعد الحلف في ايطاليا.