اندلع قتال عنيف خلال اليومين الماضيين بين المتمردين في جنوب السودان والقوات الحكومية في منطقة متاخمة للحدود الاثيوبية. وأكد مقاتلو "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق انهم استولوا على مدينة قريبة من مدينة الكرمك الحدودية، فيما اعلنت القيادة العامة للجيش السوداني ليل الثلثاء ان قتالاً عنيفاً اندلع في جنوب ولاية النيل الازرق قرب مدينة أولو الحدودية. وترددت معلومات في الخرطوم عن اخلاء مستشفيات في العاصمة لاستقبال مصابين في القتال الذي وقع خلال اليومين الماضيين في المدينة التي تبعد 455 كيلومتراً عن الخرطوم. وكان المتمردون استولوا على مدينة الكرمك في هجوم انطلق من اثيوبيا العام الماضي. ويشير القتال في أولو الى توغل المتمردين الجنوبيين الى المنطقة التي تقع عند الحدود بين ولايتي النيل الازرق شرقاً وأعالي النيل جنوباً. لكن المعارك تبعد نحو 150 كليومتراً عن مدينة الدمازين الاستراتيجية حيث يوجد سدّ الروصيرص الذي تعتمد عليه العاصمة السودانية في الامداد الكهربائي. واوضح البيان الحكومي ان "الخونة والمتمردين حشدوا كل قواهم في محاولة يائسة" وهاجموا مواقع حول مدينة أولو. واكد البيان "قدرة الجيش السوداني على التصدي للاعداء بقوة"، مشيداً ب "الدعم الذي تلقاه من المواطنين". ولم تصدر اي تصريحات رسمية عن وضع المدينة حالياً الا ان المتمردين الجنوبيين اكدوا انهم استولوا على المدينة وقتلوا 72 جندياً حكومياً من حاميتها. وقالت "الحركة الشعبية" في بيان انها تسيطر على المدينة منذ اول من امس الثلثاء بعد معارك مع الجيش السوداني. واضافت ان أولو "هي الحامية الاخيرة الى الجنوب من الدمازين". وزادت ان "جنود القوات الحكومية فروا في اتجاه الدمازين وتركوا وراءهم دبابة وثلاثة مدافع من عيار 122 ملليمتراً و10 مدافع هاون وكمية من البنادق والذخيرة". واشار البيان الى ان المعركة استمرت يوماً كاملاً، واوضح ان عدد القتلى في جانب المتمردين الجنوبيين بلغ 25 قتيلاً. وافادت مصادر مطلعة ان الهدف المقبل للمتمردين قد يكون مناطق استكشاف النفط في منطقة خور عدار التي تبعد 83 كيلومتراً غرب أولو.