اعرب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عن ارتياحه للمحادثات التي اجراها بعد ظهر اول من امس الثلثاء، مع الرئيس بيل كلينتون والتي استمرت نحو 90 دقيقة منها 60 دقيقة اقتصرت عليهما وحدهما. وقال عرفات ان الاجتماع كان "بناء وايجابياً وتناول في صورة أساسية عملية السلام في الشرق الاوسط وكيفية تدعيمها والحفاظ عليها". وأضاف ان الرئيس كلينتون وعده بالمحافظة على العملية وحمايتها على رغم الصعوبات، في حين اكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي بي. جي. كراولي ان الرئيس كلينتون اغتنم المناسبة لينقل الى الرئيس عرفات وجهة نظر ادارته بأن موضوع الدولة هو جزء من مفاوضات الوضع النهائي، وان على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التفاوض في شأنها. وأضاف كراولي ان المحادثات تركزت ايضا على البحث في كيفية تنفيذ اتفاق واي ريفر والمضي قدماً بالعملية السلمية بعد الانتخابات الاسرائيلية. وتأتي محادثات عرفات في البيت الابيض في اطار المشاورات التي يجريها مع زعماء العالم خلال جولته التي ستشمل ايضا زيارة كندا واليابان والصين. وقال عرفات ان موضوع اعلان الدولة في 4 ايار مايو المقبل مسألة ستقررها القيادة الفلسطينية التي ستجتمع بعد انتهاء مشاوراته الدولية. وأضاف: "ان اهم ما وعدني به الرئيس كلينتون هو الاستمرار في المحافظة على عملية السلام وحمايتها رغم الظروف والصعوبات". ورفض عرفات ان يكشف عن النصيحة التي قدمها اليه كلينتون بشأن اعلان الدولة الفلسطينية وامكانية اعلانها في الرابع من ايار المقبل. وكشف المسؤولون الاميركيون ان المحادثات بين الوفدين استمرت نحو نصف ساعة، وان كلينتون اختلى بعرفات نحو ساعة من دون ان يكون معهما سوى المترجم. وضم الوفد الاميركي كلاً من مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صامويل بيرغر والسفير دنيس روس منسق الجهود الاميركية لعملية السلام والمسؤول عن قسم الشرق الاوسط في مجلس الأمن القومي بروس رايدال. وغابت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت بسبب الأزمة مع بلغراد حول كوسوفو علماً انها امضت 90 دقيقة في محادثات مع عرفات مساء الاثنين الماضي. وضم الوفد الفلسطيني امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن وصائب عريقات كبير المفاوضين ونبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية. وقال مسؤول كبير في الادارة شارك في المحادثات ان زيارة عرفات لواشنطن هي للتشاور مع كلينتون خصوصا حول قضية موعد الرابع من ايار مايو المقبل والاستماع الى آرائه. وأضاف ان الرئيس الاميركي ابلغه "انا ضد اعلان الدولة من جانب واحد وضد الاعمال المنفردة التي قد تبدل الحقائق على الارض، واننا نؤمن بعملية اوسلو واطارها وان الطريق لحل قضايا الوضع النهائي هي عبر المفاوضات". وأوضح المسؤول ان الرئيس عرفات لم يتخذ اي قرار حول اعلان الدولة نتيجة المحادثات، لكنه اكد للرئيس كلينتون "قناعته الكاملة بأنه لن تكون هناك عودة الى العنف وان كل المسائل والخلافات يجب ان تحل سلمياً". وتابع ان الرئيس كلينتون ابدى رغبته بأن يتم استئناف مفاوضات الوضع النهائي، مع العلم ان هذه المفاوضات لن تبدأ قبل انتهاء الانتخابات الاسرئيلية "ولا نرى عملية المفاوضات تجري الى ما لا نهاية والمطلوب ان تتم بشكل مكثف وبسرعة" والا تبقى العملية التفاوضية مفتوحة. ونفى المسؤول الأميركي ان يكون الرئيس كلينتون قد وعد عرفات بپ"نوع من الاعتراف" بالدولة في مقابل عدم اعلانها في 4 ايار المقبل، لكنه قال ان الجانب الفلسطيني تحدث كثيرا عن حق تقرير المصير، لكن كلينتون "كان واضحاً بأننا لن نبدي مواقفنا". وأشار الى ان قضية المستوطنات كانت موضع بحث وان عرفات أعرب عن قلقه لطبيعة النشاطات الاستيطانية، وان كلينتون اكد له انه يعتبر توسيع المستوطنات الحالية الى خارج حدودها الحالية يشكل "أمراً مدمراً" لعملية السلام ويعتبر خطوات منفردة. وربط المسؤول بين تقديم المساعدات الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتنفيذ الجانبين اتفاق واي ريفر، مشيرا الى ان تنفيذا من جانب واحد يعتبر غير كامل، وان المطلوب التنفيذ من الجانبين لكي يتم صرف الأموال التي طلبت الادارة من الكونغرس تخصيصها. وفي المساء اقام رجل الاعمال الفلسطيني - الاميركي السيد هاني المصري حفلة عشاء على شرف الرئيس عرفات حضرها كبار المسؤولين الاميركيين ومنهم مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك والسفير روس وشخصيات اميركية ورجال اعمال. وكان انطباع الوفد الفلسطيني عن نتائج المحادثات مع الرئيس كلينتون ايجابياً على رغم تأكيد الادارة عدم الرغبة في تغيير سياستها ونصح الجانب الفلسطيني بعدم اعلان الدولة بشكل منفرد. وعزا احد اعضاء الوفد سبب التفاؤل الى "الخلوة" الطويلة بين كلينتون وعرفات لكنه أوضح ان الرئيس الفلسطيني لم يكشف لأعضاء وفده ما جرى في الخلوة. وقال الدكتور نبيل شعث ان المؤسسات الدستورية الفلسطينية لن تتخذ قرارها بشأن اعلان او عدم اعلان الدولة الا في الاسبوع الاخير من الشهر المقبل.