يخوض منتخب انكلترا لكرة القدم مباراته الاولى بقيادة مدربه الجديد كيفن كيغان السبت المقبل ضد نظيره البولندي ضمن تصفيات كأس الامم الاوروبية. وقد رضخ الاتحاد الانكليزي، لشروط كيغان ومنها بقاؤه مدرباً لفريق الدرجة الثانية فولهام، وسيبقى النجم القديم مدرباً للمنتخب بدوام جزئي في 4 مباريات فقط اي حتى نهاية التصفيات. هذا يعني ان كيغان سيمضي وقته في ادارة شؤون فولهام الى ان تحين كل مباراة للمنتخب فيتفرغ له موقتاً للاعلان عن التشكيلة ومن بعدها التخطيط للقاء، ولن يتطلب منه الامر سوى ايام عدة. هل الامر بهذه السهولة؟ وهل باستطاعة اي مدرب ادارة فريق محلي ومنتخب وطني معاً؟ الجواب قد يكون "لا" اذا كنت من مؤيدي الصحف الانكليزية التي شنت هجوماً عنيفاً على اتحادها واتهمته بالضعف لخضوعه وموافقته على شروط كيغان المعقدة بغض النظر عن كونه اوسع المدربين الحاليين شعبية. ويجمع الكثيرون على ان ادارة المنتخب في حاجة الى وقت واسع ودوام عمل كامل وتفرغ لمتابعة اللاعبين المرشحين للانضمام الى المنتخب ومشاهدة المباريات ومراقبة المنتخبات المنافسة شخصياً او عبر اشرطة الفيديو. غير ان كيغان اكد في احد تصريحاته انه لا يحتاج الى التنقل بين الملاعب والاندية لمشاهدة اللاعبين لانه يعرف عنهم كل ما يريد معرفته، وذكّر كلامه بكلام مدرب المنتخب البرازيلي السابق ماريو زاغالو قبل نهائيات كأس العالم في فرنسا عندما قال انه غير قلق من تقلب اداء لاعبيه في انديتهم لانه يعلم ما بمقدورهم ان يقدموه للمنتخب، وبالتالي فهو غير مضطر لمتابعتهم. ميكلز فعلها سابقاً وعدل الهولنديون، منذ فشلهم في كأس العالم 1990 بقيادة ليو بينهاكر، عن فكرة استقدام مدرب من الاندية المحلية لتسلم المنتخب لفترة وجيزة، واعتمدوا مبدأ المدرب المتفرغ، وهم تناسوا ان رينوس ميكلز قاد عام 1974 برشلونة الى لقب بطل اسبانيا ثم قاد بعد ذلك باسابيع قليلة منتخب هولندا الى نهائي كأس العالم امام المانيا، وهو ايضاً الذي قادهم الى الفوز بكأس الامم الاوروبية عام 1988 عندما لجأوا الى خدماته في اللحظة الاخيرة. كذلك اثبت النمسوي ارنست هابل نجاحه كمدرب مؤقت وبدوام جزئي عندما قاد الهولنديين الى المباراة النهائية لكأس العالم 1978 امام الارجنتين... ونجح مدرب منتخب البرازيل الجديد واندرلي لاكسمبورغو في قيادة فريق كورينثيانز الى الفوز ببطولة الدوري وحقق انتصارات كبيرة مع المنتخب بعد المونديال الفرنسي ولم يكن متفرغاً في ذلك الحين. وافضل نتيجة للمنتخب الانكليزي كانت الفوز بكأس العالم 1966 على ارضه، ولا يزال المدرب الف رامزي يُعامل على انه اسطورة و"فلتة زمانه". كان رامزي متفرغاً، والتفرغ لا يضمن وحده النجاح. وهكذا، تغاضى الانكليز عن رامزي عندما فشل مع منتخبه في مونديال 1970 وفي كأس امم اوروبا 1972 وبقي في منصبه الى ان خرج نائب رئيس الاتحاد الانكليزي هارولد طومسون عن صمته واقاله، ومن بعده جاء وذهب العديد من المدربين الذين تفرغوا للمنتخب ومنهم اسماء لامعة امثال دون ريفي الذي قاد فريق ليدز الى القاب عدة في عصره الذهبي في بداية السبعينات وبوبي روبسون الذي قاد ابسويتش تاون الى الفوز بكأس الاتحاد الاوروبي مطلع الثمانينات وتيري فينابلز الذي قاد برشلونة الاسباني الى القاب محلية واوروبية عدة من دون ان يقود المنتخب الى اي لقب برغم براعته. عموماً، اذا نجح كيغان في قيادة المنتخب الى النهائيات الاوروبية مع استمرار تألق فولهام، الذي يتربع على قمة الدرجة الثانية بفارق 12 نقطة عن اقرب منافسيه ويبدو واثقاً من الصعود، فانه قد يدفع باكثر من اتحاد وطني الى اعتماد مبدأ المدرب غير المتفرغ للمنتخب.