تعقد المحكمة العسكرية العليا في القاهرة اليوم جلسة هي الأخيرة للنظر في قضية "العائدون من ألبانيا" تخصص لسماع مرافعة المحامي منتصر الزيات، للدفاع عن ثلاثة متهمين تسلمتهم مصر أخيراً من الخارج وهم أحمد سلامة مبروك الذي تعتبره السلطات المصرية الذراع اليمنى لزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري، وعصام محمد حافظ مرزوق ومحمد سعيد العشري. وكانت الجلسة السابقة للمحكمة التي عقدت أول من امس شهدت مفاجأة حينما اقتاد رجال الشرطة الثلاثة معصوبي العيون ومقيدي الأيدي ووضعوهم في قفص بعيد غير الذي يضم بقية المتهمين، وارتفع بذلك عدد المتهمين الذين يحاكمون حضورياً الى 47، ويحاكم الباقون وعلى رأسهم الظواهري نفسه غيابياً. وبين المتهمين أشخاص محسوبون على زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. وينتظر أن تحدد المحكمة في جلسة اليوم تاريخ النطق بالأحكام في القضية. وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن التحقيقات أكدت أن مبروك ظل منذ خروجه من مصر في 1988 أحد أبرز معاوني الظواهري ونائبه الاول، وتنقل معه ما بين باكستانوافغانستان واليمن والسودان، وأنه يحتل مرتبة متقدمة في مجلس شورى التنظيم وتولى مسؤولية لجان عدة فيه كان آخرها لجنة التنظيم التي تتولى إعداد كوادر وعناصر التنظيم داخل مصر وخارجها. وأوضحت المصادر أن قادة في "الجماعة" كانوا طالبوا في 1993 بتوقيع عقاب ضد مبروك بعدما تمكنت السلطات المصرية من كشف تنظيم "طلائع الفتح الإسلامي" التابع للجماعة، والقبض على نحو 800 من عناصره داخل مصر، وأن هؤلاء اعتبروا أن مبروك ارتكب أخطاءً تتعلق بتسجيل خريطة التنظيم، كما أجرى اتصالات ببعض العناصر تمكنت أجهزة الأمن من رصدها وكشف القضية، لكن الظواهري اعترض على معاقبة مبروك وأصر على تبرئته بل إنه صعده لمراتب أعلى في سلم التنظيم. واعتبر مراقبون أن القبض على مبروك "يمثل ضربة كبيرة لجماعة الجهاد"، واشاروا الى أن المعلومات التي يعرفها ويرجح أن يكون اعترف بتفاصيلها للسلطات المصرية "ستكشف أسراراً خطيرة عن نشاط جماعة الجهاد والعلاقة بين الظواهري وابن لادن والأماكن التي يقيم فيها عدد من قادة التنظيم وعناصره خارج مصر". وعلمت "الحياة" أن مبروك تردد على ألبانيامرات عدة بناء على تكليفات من الظواهري للوقوف على أوضاع عناصر الجماعة من المقيمين هناك وتسهيل دخول آخرين منهم الى دول مجاورة من بينها أذربيجان، وأن القبض على مبروك تم أثناء زيارة له لذلك البلد لمعالجة الأوضاع التي ترتبت على قيام السلطات الألبانية بتسليم مصر عدداً من عناصر التنظيم. وعن نشاط المتهم حافظ أفادت مصادر أنه كان مشرفاً على معسكر "القادسية" لتدريب "الأفغان المدنيين" داخل الأراضي الأفغانية، وبعد انتهاء الحرب تنقل بين دول عدة وفي 1994 استقل طائرة من مطار دمشق مرتدياً ملابس خليجية ومستخدماً جواز سفر مزوراً الى كندا، لكن السلطات الكندية في مطار فانكوفر، ارتابت في أمره وقبضت علىه بعدما كشفت جواز سفره المزور واحتجزته في أحد مقار الشرطة، لكن اثنين من عناصر التنظيم يحملان الجنسية الاميركية هما علي أبو السعود معتقل حالياً في اميركا وخالد السيد أبو الدهب يحاكم حضورياً في قضية العائدون من ألبانيا في مصر حاليا توجها الى كندا وتمكنا من اطلاقه بعدما دفعا كفالة مالية. واضافت المصادر أن حافظ تنقل بعدها بين دول عدة وفشل في الحصول على اللجوء السياسي في أي دولة أوروبية فسافر الى أذربيجان حيث قبض عليه. وذكرت المصادر أن العشري يعد واحداً من أقطاب تنظيم "الجهاد" القديم وتنقل بين دول خليجية حتى استقر في الامارات مستخدماً جواز سفر مزوراً، وأنه ساهم في تسفير عشرات من المصريين للتدريب في معسكرات التنظيم في افغانستان كما تولى مهمة جمع التبرعات والاموال لدعم التنظيم.