أكدت مصادر إسلامية خارج مصر ما نشرته "الحياة" امس عن وقوع زعيم جماعة "الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري في كانون الاول ديسمبر 1996 وعدد من اتباعه في قبضة الشرطة في داغستان، حيث بقوا رهن الاعتقال ستة اشهر واطلقوا في حزيران يونيو من العام التالي بعدما تدخل اسامة بن لادن. ونفت المصادر ما نقل عن المتهم احمد سلامة مبروك الذراع اليمنى للظواهري والذي تسلمته مصر من اذربيجان، من ان زعيم "الجهاد"، اختطف بواسطة الاستخبارات الاميركية في افغانستان قبل ستة شهور ثم تمكن من الفرار قبل ان يسلم الى الشيشان. ورجحت ان يكون لبس حدث ترتب عليه فهم خاطئ لتصريحات مبروك. وقالت المصادر ل "الحياة" إن الظواهري حرص منذ عودته من السودان الى افغانستان في 1996 على التردد على دول تتخذ عناصر في التنظيم منها محطات واماكن للإقامة والإيواء بهدف عقد لقاءات معهم والوقوف على الظروف التي يعيشون فيها وشرح خطط التنظيم المستقبلية لهم، وأنه كان توجه في نهاية ذلك العام من افغانستان براً عبر تركمنستان وكازاخستان وكلميكيا وداغستان قاصداً اذربيجان، واصطحب معه مساعده ثروت صلاح شحاتة وعدداً آخر من اتباعه بهدف لقاء عدد من اعضاء الجماعة يقيمون في اذربيجان بينهم احمد سلامة مبروك، وأن الظواهري ومرافقيه كانوا يستخدمون جوازات سفر مزورة لدول عربية كان بينها جوازات مصرية. لكن السلطات في داغستان التي تقع على الساحل الغربي لبحر قزوين من الجانب الشمالي لجبال القوقاز، أوقفتهم على الحدود واكتشفت الجوازات المزورة، فقامت بترحيلهم إلى العاصمة محج قلعة، حيث اعتقلوا في سجن المدينة. واضافت المصادر ان السلطات في الجمهورية التابعة لروسيا لم تعلم ان المعتلقين مصريون، وأن بينهم زعيم جماعة "الجهاد"، حيث لم يكن احد منهم يستخدم جوازاً مصرياً، وأنها ظلت طوال ستة شهور في انتظار ان تتقدم إحدى الدول بالإبلاغ عن اختفاء رعايا لها من دون جدوى، وأن اسامة بن لادن علم بالأمر فأرسل احد مساعديه وتمكن من دفع كفالة لإطلاق المعتقلين على اساس انهم ليسوا مصريين وأعادهم الى افغانستان. وذكرت المصادر أن ابن لادن نصح الظواهري بعدها ان يظهر بشخصيته علناً بعد ان أقنعه بالبقاء الدائم معه في افغانستان، وأن يستخدم المكالمات الهاتفية والاتصال باتباعه المنتشرين في الدول المجاورة من دون اللجوء الى اللقاءات المباشرة تفادياً لوقوعه والقبض عليه. وكان الظواهري ظهر علنا للمرة الاولى منذ خروجه من مصر في مؤتمر صحافي عقده ابن لادن في مدينة قندهار داخل افغانستان حيث جلس على يمينه في حين جلس المسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة" صبحي ابو سنة المعروف باسم "ابو حفص المصري" على اليسار. ولم يتحدث زعيم "الجهاد" في المؤتمر الذي مع مخصصا لاعلان اهداف "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي كانت تأسست في شباط فبراير من ذلك العام، وضمت ابن لادن والظواهري وجماعتين من باكستان واخرى من بنغلاديش. ومعروف ان الظواهري ظل منذ خروجه من مصر في 1985 يحيط تحركاته والأماكن التي يتردد عليها بالغموض والسرية الشديدين. ولجأ الى الحيلة مرتين للتغطية على المكان الموجود فيه الاولى في 1993 حينما انتقل مع ابن لادن من افغانستان للعيش في السودان، والثانية في بداية 1996 حينما عاد من السودان الى افغانستان، حيث سرب انباء في المرة الاولى عن حصوله على اللجوء السياسي في سويسرا. وردد اتباعه في المرة الثانية انه وصل الى بلغاريا وأقام فيها. ونفى المحامي سعد حسب الله الذي ترافع في جلسة اول من امس عن مبروك ان يكون موكله تحدث عن قيام الاستخبارات الاميركية بالقبض على الظواهرى أو ان تكون حركة "طالبان" أوقفته وأودعته في سجن تمكن بعدها من الفرار. وأوضح حسب الله ان مبروك سلم الى مصر في ايلول سبتمبر من العام الماضي و"أن الظواهري ظهر بعدها علناً في مناسبات عدة واجرى حوارات وأحاديث صحافية مع مراسلين عرب وأجانب داخل الأراضي الافغانية"، ونفى أن يكون زعيم "الجهاد" مطلوباً في الشيشان، ورجح ان يكون خلطاً حدث في فهم كلام مبروك.