فرنسا منشغلة منذ بضعة أشهر بفضيحة رئيس المجلس الدستوري الفرنسي وزير الخارجية في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران رولان دوما وعشيقته كريستين دوفييه - جونكور التي أصدرت عقب ستة أشهر أمضتها في السجن كتاباً بعنوان "عاهرة الجمهورية"، كشفت فيه تفاصيل علاقتها بدوما. ودخلت القضية فصلاً جديداً من فصولها المستمرة، عندما توجهت دوفييه - جونكور الأربعاء إلى القاضيين اللذين يتوليا الملف لتبلغهما أنها احتفظت بعمولة قيمتها 5.22 مليون فرنك فرنسي كانت حصلت عليها من شركة النفط الفرنسية "الف اكيتان" اثناء عملها فيها مسؤولة في العلاقات العامة. وأقرت دوفييه - جونكور بأنها احتفظت بهذا المبلغ في حساب في سويسرا، وهو جزء من عمولة حصلت عليها من "الف" في مقابل اقناعها دوما الذي كان في حينه وزيراً للخارجية، بتغيير الموقف الفرنسي باتجاه الموافقة على صفقة بيع فرقاطات عسكرية فرنسية إلى تايوان. وقالت إن دوما استفاد عبر علاقته معها بالأموال التي تقاضتها من "الف" وانه المالك الاصلي للشقة التي اشتراها في شارع ليل في باريس وبلغت قيمتها 17 مليون فرنك فرنسي، وأنه كان يستخدمها للقاءاته السياسية الخاصة، من بينها لقاء مع الوزير الديغولي السابق شارل باسكوا. وتابعت دوفييه - جونكور ان دوما مارس كل الضغوط التي في متناول يده، من أجل اقناع ميتران بتعيين رئيس ل "الف" هو لويك لوفلوك بريجان. وأشارت إلى أنه بعد هذا التعيين نفذ وسيط هارب من العدالة هو جان سيرفان الذي كان يعمل لدى "الف"، تعهده بتقديم شقة فخمة في باريس لدوما. وبناء عليه تم شراء الشقة في شارع ليل. وذكرت أنها عندما كانت تبحث عن الشقة برفقة عيشقها، زارا قصراً خاصاً هو "اوتيل دو بوفيه" في حي لوماريه التاريخي وفيه أقام الموسيقي الشهير موزار. وعبر دوما عن أمنيته بتحويل القصر إلى مقر لمؤسسة "شاغال" على أن يحول الطبقة العليا منه إلى شقة خاصة. ومضت تقول إنه تقرر في النهاية شراء الشقة في شارع ليل. حيث كان دوما يراقب عن كثب أعمال الترميم والتغيير فيها. ونفى دوما في حديثه إلى اذاعة "أوروبا واحد" الفرنسية، بلهجة اتسمت بالغضب، ما قالته فودييه - جونكور. وقال إنها أكاذيب نابعة من "مخيلة مريضة"، وأضاف ان فودييه - جونكور كانت تقيم حفلات متعددة في منزلها، وأنه خلال إحدى هذه الحفلات التقى باسكوا. لكنه نفى استخدامه الشقة للقاءاته. وأبدى ارتياحه ان القضاء الفرنسي بات على علم بمكان وجود مبلغ ال 22 مليون فرنك، الذي لم يتمكن المحققون من العثور عليه. ونفى أن يكون رغب في شراء القصر حيث أقام موزار، مشيراً إلى أنه ملك لبلدية باريس ولا يمكن لأحد شراؤه. إلى ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين ترى أنه يتوجب على دوما الاستقالة من منصبه الذي عينه فيه من قبل ميتران قبل وفاته. ولا يزال دوما يحرص على الظهور في المناسبات والحفلات الاجتماعية ومنها حفلة الاستقبال التي أقامتها سفارة إيران في باريس أخيراً، وقبلها حفلة السفارة الروسية، على رغم التفاصيل التي تنشرها الصحف الفرنسية يومياً عن فضيحته.