تولت فرنسا محاولة احلال الاستقرار في اقليم كوسوفو بعدما انسحب الوسيط الاميركي كريستوفر هيل من الحلبة في اعقاب رفض الصرب والالبان خطة التسوية السلمية التي اعدها. واعلنت الحكومة التي شكلها الصرب لادارة شؤون الاقليم عزمها على تصفية الانفصاليين الالبان فيما اتهمت تيرانا القوات الصربية باطلاق 13 صاروخاً على الاراضي الالبانية المتاخمة للحدود مع كوسوفو في الايام الثلاثة الاولى من العام الجديد. وجاء ذلك في وقت حمّل وزير الدفاع الفرنسي آلان ريتشارد المقاتلين الالبان مسؤولية اعمال العنف الاخيرة في الاقليم. وقال في تصريح اثناء تفقده قوة التدخل السريع في مقدونيا، نقله تلفزيون سكوبيا امس الاحد ان "استفزازات جيش تحرير كوسوفو كانت السبب في اندلاع الاشتباكات الاخيرة مع القوات الصربية". وتناقض هذا التصريح مع ما ادلى به الوزير الفرنسي في البوسنة حيث قال ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش "يتحمل المسؤولية الرئيسية للاحداث القتالية التي شهدها الاقليم اخيراً". واعلن السفير الفرنسي في مقدونيا جاك هوتسنغير ان مجموعة الاتصال الدولية التي تراقب الاوضاع في منطقة البلقان طلبت منه "محاولة تحريك العملية السلمية في كوسوفو وتقديم مشروع جديد يحظى بموافقة الصرب والألبان". واشار الى انه "حض سكان كوسوفو الالبان على التخلي عن النزاعات الداخلية القائمة بينهم والتي اخرت احراز تقدم في ايجاد حل سلمي لمشكلة الاقليم". وكان هوتسنغير التقى اول من امس السبت في بريشتينا مع ابراهام روغوفا وغيره من القادة السياسيين الالبان وذلك في مجال المهمة التي عهدت اليه. والمعروف ان فرنسا بدأت تضطلع اخيراً بالدور الأبرز في ازمة كوسوفو بعدما تولت قيادة وحدات التدخل السريع التابعة لحلف شمال الاطلسي الخاصة بحماية المراقبين الدوليين في الاقليم والتي مقرها في مقدونيا وتشترك فرنسا فيها ب 600 عسكري يشكلون حوالى نصف عدد افرادها. وكان روغوفا زار باريس في كانون الاول ديسمبر الماضي واجتمع بالرئيس الفرنسي جاك شيراك. وذكرت المصادر الالبانية ان مباحثاتهما تناولت "ايجاد تسوية لأزمة كوسوفو تستند الى ضمان كامل حقوق السكان الألبان من دون الاستقلال". ويذكر ان بلغراد اعتبرت باريس افضل وسيط غربي مقبول لديها في الصراعات البلقانية بسبب علاقاتها التاريخية الوطيدة معها التي تعود الى الحرب العالمية الاولى ويجسدها نصب فرنسي ضخم في قلب بلغراد اضافة الى انه لا دور لفرنسا في انهيار يوغوسلافيا السابقة، هذا الى جانب معارضة فرنسا المواقف الاميركية المتشددة تجاه الصرب سواء في البوسنة او كوسوفو. من جهة اخرى، تعهد زوران انجيلكوفيتش الذي يرأس الحكومة التي شكلها الصرب في كوسوفو قبل نحو شهرين ب "القضاء على العنف ومعاقبة كل الارهابيين وضمان الامن في الاقليم خلال عام 1999". واشارت مصادر صحافية في بريشتينا امس الى مقتل اثنين من الألبان في شمال كوسوفو حيث يتواصل التوتر بين القوات الصربية ومقاتلي جيش التحرير.