واشنطن - رويترز - انتقد اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي سياسة ادارة الرئيس بيل كلينتون التي تسمح للعراق ببيع نفط، فيما تقصف الولاياتالمتحدة مواقع عراقية في محاولة لاحتواء القدرات العسكرية لهذا البلد. وأشار أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديموقراطي والجمهوري خلال اجتماع مشترك للجنتي العلاقات الخارجية والطاقة الى "التناقض" في السياسة الاميركية: حملة القصف الاميركي، وتأييد واشنطن زيادة كمية النفط التي يسمح بيعها في اطار برنامج "النفط للغذاء". وقال السناتور فرانك موركوفسكي جمهوري من الاسكا: "ما يسمى ببرنامج النفط للغذاء قد تكون له أهداف انسانية لكن الرئيس صدام يستخدم القدرات النفطية المتنامية لتهريب منتجات النفط والحصول على عملة صعبة". وزاد: "إما أنهم أعداء لنا أو ليسوا كذلك. نحن نعزز نظام طاغية". وفي دفاع عن سياسة الادارة الاميركية نفى بيل ريتشاردسون وزير الطاقة وتوماس بيكرينغ وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ان يكون تأييد واشنطن زيادة كمية النفط التي يسمح للعراق ببيعها يعزز نظام الرئيس العراقي أو يضر منتجي النفط الاميركيين. وقال ريتشاردسون: "الولاياتالمتحدة أكدت دوماً ان العقوبات تستهدف النظام في العراق وليس شعبه". واعتبر السناتور دون نيكلز جمهوري ان العراق ظهر مجدداً كقوة مؤثرة في سوق النفط، ويساهم في اغراقها وتسبب في "فقدان 40 - 50 ألف شخص لوظائفهم" في الولايات الاميركية المنتجة للنفط. ووصف ريتشاردسون العراق بأنه "لاعب ثانوي" في سوق النفط العالمية، رافضاً قول مسؤولي الصناعة النفطية الاميركية ان صدام أصبح يتمتع بمقدار كبير من حرية التصرف. وتابع ان العراق ينتج حالياً 2.5 مليون برميل يومياً، لكنه لا يملك القدرة على زيادة هذا المستوى للعامين المقبلين على الأقل. وأشار وزير الطاقة الاميركي الى ان العراق قادر على ضخ نفط قيمته نحو ثلاثة بلايين دولار كل ستة أشهر، أي ما يقل كثيراً عن سقف الانتاج الذي حددته الاممالمتحدة. واعتبر ريتشاردسون ان "الوسيلة المثلى لدعم صناعة النفط المحلية هي زيادة الطلب من خلال المساهمة في بناء الاقتصاد الآسيوي وخفض نفقات الانتاج في الداخل". واشار الى ان دراسات وزارة الطاقة تفيد ان ضعف الاقتصاد الآسيوي بالإضافة الى دفء فصول الشتاء والانتاج العراقي وزيادة انتاج الدول الاعضاء في منظمة "أوبك" كلها عوامل أدت الى تدني أسعار النفط عالمياً.