اتهم الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف إسرائيل و"الصهيونية العالمية" ودولاً غربية وعربية بدعم القوء المناهضة له. وقال إن واشنطن تريد ايجاد نظام مشابه ل "طالبان" في بلاده من أجل ارهاب جيرانها والسيطرة على منطقة بحر قزوين وثرواتها الطبيعية. وجاء كلامه ليعزز احتمالات حدوث مواجهة عسكرية مع خصومه، في مهرجان لأنصاره في وسط غروزني أمس الثلثاء. وهتف المشاركون في المهرجان : "خالد... خالد" وهو الاسم الذي اطلق على مسخادوف إثر الحرب القوقازية، تيمناً بالقائد الإسلامي خالد بن الوليد. واتهم مسخادوف وزير الخارجية السابق مولودي ادادغوف بتولي عملية "إثارة التوتر"، مستفيداً من "غطاء قوة" يوفره له القائد الميداني المعروف شامل باسايف الذي كان عيّن رئيساً للحكومة، لكنه استقال بعد بضعة أشهر. وأضاف ان نائبه فاخا ارسانوف انضم إلى المعارضة عملاً بقاعدة "كل ما يضر الرئيس نافع". وهؤلاء الثلاثة، إضافة إلى قائد "جيش دودايف" سلمان رادويف، سيكون أبرز قادة "مجلس الشورى" الذي شكلته المعارضة ليكون حكومة "موازية"، واسندت رئاسته إلى باسايف الذي أصبح يعرف ب "أمير الشورى". وتحمل المعارضة مسخادوف انتهاك الدستور و"التراخي" في التعامل مع موسكو. وطالبت باستقالته فوراً. وفي المقابل، اتهم الرئيس الشيشاني المعارضة بتنظيم اختطاف الجنرال الروسي غينادي شبيغون ضمن خطة هدفها استئناف القتال بين موسكو وغروزني. وأكد مسخادوف ان روسيا تفضل ان يكون الشخص الأول في غروزني "مجرماً لا رئيساً منتخباً" لكي تدعي أمام العالم ان الشعب الشيشاني "حفنة مجرمين" وتبرر بذلك استخدامها القوة. وأشار إلى ان الولاياتالمتحدة تريد ان تنصب في الشيشان نظاماً ل "طالبان" بهدف ارهاب الجيران والسيطرة على بحر قزوين وثروات المنطقة. ولمح إلى أن دولاً عربية تساعد في "تمرير" المخطط الأميركي. وفي إشارة إلى موجة الاجرام واختطاف الرهائن، أكد مسخادوف ان هياكل "القوة" أظهرت عجزها. وقال إنه ينوي اجراء تعديلات جذرية فيها. ودعا الشعب إلى أن يهب لمواجهة "الشورى التي تقود الأمة إلى الهاوية". وقابل المجتمعون هذه الكلمات بهتافات: "لا شورى ولا أمراء... والشيشان للشيشانيين". وحذر مسخادوف من أنه قادر على ضرب "عملاء الأجانب والأذناب المحليين". لكنه قال إنه يريد تجنب إراقة الدماء. وكانت المعارضة نظمت تجمعاً "مضاداً" في اليوم نفسه، لكن وكالات الأنباء قالت إن عدد المشاركين فيه كان أقل بكثير من الذين حضروا مهرجان مسخادوف. ورغم ذلك، يسيطر باسايف ومؤيدوه على مناطق كاملة خارج غروزني مثل غوديرسيس وشالي وقيدينو. ويؤكد المراقبون أنه في حال حصول مواجهة بين الجانبين، فستكون دامية لأن القوى العسكرية لدى الطرفين تكاد تكون متكافئة. ورصدت تطورات الوضع الشيشاني بقلق في جمهورية داغستان المجاورة. وأشار وزير القوميات محمد صالح غوسايف إلى أن الشعب الشيشاني "يجب ان يجد مخرجاً من دون التورط في حرب أهلية".