قررت بلغراد عدم تسريح الجنود الذين تنتهي مدة خدمتهم الاجبارية بسبب "المخاطر العدوانية التي تتعرض لها البلاد". وجاء ذلك في وقت صعدت هجماتها في كوسوفو وقصفت مناطق شمال بريشتينا. وأكد المراقبون الدوليون انهم واجهوا عراقيل صربية هادفة الى الحد من تحركاتهم في مناطق الاشتباكات، لتحديد الجهة المسؤولة عن التصعيد. وفي الوقت نفسه، اكدت بلغراد ان الوفد الصربي الى المفاوضات التي استؤنفت امس الاثنين في باريس، متمسك برفض اقتراح انتشار قوات تابعة للحلف الاطلسي في كوسوفو للاشراف على تنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه، على اساس ان هذا الانتشار "يشكل انتهاكاً للسيادة الوطنية". وأفادت منظمات اغاثة اللاجئين ان ما لا يقل عن 30 الف الباني تركوا ديارهم خلال جولة القتال الاخيرة وتمكن اكثر من 10 آلاف منهم من عبور الحدود الى مقدونيا المجاورة بينما لجأ الباقون الى الغابات والجبال. وشملت الاشتباكات امس مناطق واسعة في شمال الاقليم وجنوبه وأفاد مراقبون دوليون "ان النيران التهمت مساكن قرى عدة الى الشمال من بريشتينا، نتيجة القصف الصربي بقذائف حارقة". واشاروا الى مقتل ما لا يقل عن سبعة اشخاص من السكان الالبان بالنيران الصربية. وذكر ناطق باسم بعثة المراقبة الاوروبية انه "تم تقديم احتجاج الى السلطات الصربية اثر تكرار العراقيل وعمليات اطلاق النار التي تعرضت لها عربات المراقبين اثناء تأدية مهماتهم التحقيقية". وأشار مراقبون ديبلوماسيون في كوسوفو الى ان القوات الصربية اثارت المواجهات الحالية "بهدف تأكيد قدرتها على توجيه الضربات للحركة الانفصالية في الاقليم واستغلال ذلك للظهور بموقف قوي في مفاوضات باريس. ولاحظوا ان الشيء نفسه حدث اثناء مفاوضات رامبوييه بينما سعى المقاتلون الألبان الى استخدام ما لديهم من امكانات لاثبات قدرتهم في التصدي. من جهة اخرى، اصدرت قيادة الجيش اليوغوسلافي اوامر بمنع تسريح الجنود الذين تنتهي مدة خدمتهم الاجبارية. وطلبت منهم البقاء في وحداتهم حتى اشعار آخر "بسبب الاستعدادات العسكرية لحلف شمال الاطلسي العدوانية ضد يوغوسلافيا وتهديداته بالتدخل المسلح في اقليم كوسوفو". وكان تلفزيون بلغراد نقل عن رئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش رفض بلاده اقتراح نشر قوات اطلسية في اقليم كوسوفو باعتبار انه "يؤدي الى تحقيق هدف الانفصاليين الألبان وانهيار ما تبقى من يوغوسلافيا".