حافظ المجلس الوزاري الخليجي وزراء خارجية دول مجلس التعاون, في دورته العادية ال70 امس في الرياض، على موقف متشدد تجاه ايران كان اتخذه في اجتماع استثنائي دعت اليه الامارات العربية المتحدة للبحث في المناورات العسكرية الايرانية وافتتاح ايران مبنى بلدية ومجمعاً تعليمياً في جزيرة ابو موسى. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان وزراء خارجية دول المجلس نسقوا مواقفهم من القضايا الرئيسية التي سيطرحها الاجتماع الوزاري في الجامعة العربية بعد ايام، وبخاصة في القضية العراقية وما يتعلق بعمل اللجنة العربية المكلفة متابعة الشأن العراقي التي كان مقرراً ان تجتمع في دمشق قبل اسبوع لكن الاجتماع ارجىء الى ما بعد الاجتماع الوزاري العربي. وجدد وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي، الذي يرأس المجلس الوزاري هذا العام، في افتتاح الاجتماع امس، وصف المناورات العسكرية الايرانية في الخليج بأنها "استفزازية"، معتبراً الاجراءات الاخيرة في جزيرة ابي موسى "مرفوضة" وتعد "فرضاً لواقع غير مشروع ومحاولة لتكريس احتلال الجزيرة وتغيير طابعها الديموغرافي، وكل ما يترتب على هذا الاجراء يعتبر لاغياً وباطلاً". وعن المناورات العسكرية الايرانية، قال النعيمي ان "التصرفات الايرانية على هذا النحو الاستفزازي غير مبررة وتعرض المنطقة للخطر وعدم الاستقرار، ولا تخدم علاقات حسن الجوار"، واضاف ان هذه المناوارت "تنتهك سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على الجزر الثلاث". وكان اللافت، عراقياً، "ترحيب" المجلس علي لسان النعيمي ب "المبادرة الجديدة للعراق بالاتصال باللجنة الدولية التي شكلها مجلس الأمن الدولي اخيراً للتحقق من نزع الأسلحة العراقية"، فيما اكد "ضرورة استكمال العراق تنفيذ كل بنود قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، خصوصاً ما يتعلق منها باطلاق سراح الأسرى والمحتجزين الكويتيين"، لكنه شدد على "أن الأزمة العراقية لا يمكن حلها باستخدام القوة بل بالمنطق السياسي والديبلوماسي الذي تضمن أمن واستقرار المنطقة وسلامة الأراضي العراقية". ووصف النعيمي التطورات العسكرية الأخيرة في العراق بأنها "لا تخدم امن المنطقة واستقرارها وسلامة اراضي العراق، بل تعرقل الحل السياسي وتشعل التوتر في المنطقة"، داعياً "الى رفع المعاناة عن الشعب العراقي من جراء الحصار المفروض عليه باعتباره مسألة انسانية". ولم يدخل على الموضوعات السياسية التي عادة ما يتعرض لها المجلس الوزاري أي جديد، اذ تطرق المجلس في جلستيه امس الى الازمة العراقية، والعلاقات مع ايران، وعملية السلام في الشرق الاوسط، إضافة الى موضوعات التعاون المشترك. انظر ص 3 ومن المقرر ان يكون الامين العام لمجلس التعاون الخليج الشيخ جميل الحجيلان قدم للوزراء تقريراً عن "التجاوزات الايرانية والمناورات العسكرية"، وهو ما كان المجلس الوزاري كلفه به في اجتماع ابوظبي الاستثنائي.