لم تترك جنيف أسواق الأسهم والمراهنة تنافس رونق معرضها الدولي التاسع والستين للسيارات 11-21 الجاري، كما حصل في معرض ديترويت الأخير مطلع السنة الجارية، بل أخلت الساحة، كعادتها في مطلع كل ربيع، لتسليط الأضواء على الجوانب الجمالية والتكنولوجية من صناعة السيارات. وساعدت ديملركرايسلر تحديداً في إنقاذ المعرض من تشعّب شائعات الضم والدمج، بإعلانها في 10 الجاري إحجامها عن شراء قسم بين 30 و40 في المئة من شركة نيسان موتور كومباني، بعد محادثات دامت أشهراً عدة بين الشركتين. في المقابل، أوضحت المجموعة الألمانية أن قرارها لا يمس مشروعها مع نيسان ديزل تابعة لنيسان موتور كومباني لإنتاج شاحنة مشتركة مخصصة للأسواق الآسيوية. ويعزو المراقبون إنسحاب ديملركرايسلر الى عناصر رئيسية ثلاثة، أولها ديون نيسان موتور وديزل التي تقدّر بين 6.2 و4.4 ترليون ين بين 20 و34 بليون يورو، والثاني هو العبء الإداري الذي ستمثله عملية الدمج على المجموعة التي لا تزال في أوج تنسيقها الإداري لشركتَي ديملر-بنز وكرايسلر كوربورايشن السابقتين، وهو ما يوصل الى السبب الثالث الذي قد يتمثل في تريّث ديملركرايسلر حتى التقدّم أكثر في تنسيق شقّيها الألماني والأميركي، قبل الإقدام لاحقاً على شراء ميتسوبيشي موتور كومباني التي تعاني بدورها صعوبات مالية. ويُذكر أن ميتسوبيشي قد تكون موازية الإغراء لديملركرايسلر لأنها، مثل نيسان، تتمتّع بتشكيلة موديلات تمتد من المدينية الصغيرة الى الشاحنات الضخمة، ما يمكّنها من لعب دور القاعدة الآسيوية للمجموعة ككل، بينما يمكن تقييم ميتسوبيشي بسعر أرخص من نيسان موتور كومباني. في المقابل، أصبحت شركة رينو الفرنسية التي إشترت أول من أمس حصة الحكومة الرومانية 51 في المئة في شركة داسيا، المفاوض العلني الوحيد لنيسان موتور كومباني. وفي النظر الى نية رينو في التوسع منذ أوائل التسعينات، قد تمثّل نيسان فرصة ممتازة للماركة التي تملك الحكومة الفرنسية 44 في المئة من أسهمها، إذ يمكن أن تتكامل الماركتان في المنتوجات وفي التوسع الجغرافي معاً. ففي المنتوج، تتمتع رينو بسمعة ممتازة في إستحداثها لقطاعات جديدة من السيارات مثل "إسباس" و"سينيك" و"توينغو"، و"أفانتايم" المقبل، وفي إكتفائها بعدد محدود من القواعد 6 قواعد، مقارنة ب27 قاعدة لدى نيسان الساعية الى خفض العدد الى خمس لتشكيلة كبيرة من الموديلات، بينما تتمتّع نيسان بتشكيلة تضم موديلات ذات سمعة ممتازة في قطاعات الدفع الرباعي مثلاً، وتفتح أمام رينو الأسواق الأميركية وليس اليابانية فحسب... ما يمثّل فرصة أفضل بكثير من الإندماج الذي كانت رينو تنوي تحقيقه مع فولفو قبل تراجع الأخيرة في 1993 أصبحت الأخيرة فرعاً من فروع شركة فورد موتور كومباني الأميركية. وقد تستفيد رينو كثيراً من إنسحاب ديملركرايسلر، خصوصاً لإنتزاع شروط أفضل من المؤسسات الدائنة لنيسان، علماً بأنه ينبغي على رينو شراء أقل من 40 في المئة من نيسان لتحاشي التورط في عبء ديونها. ويُذكر أخيراً أن الشركة الفرنسية إشترت أول من أمس حصة الحكومة الرومانية 51 في المئة في شركة داسيا. وفور الإنتقال من الجانب الإقتصادي الى منتوجات الشركات، يتحوّل معرض جنيف الى شبه حديقة أزهرت مع بداية الربيع، فلا تقتصر مغريات العين على "النباتات" الضخمة، بل تصل الى تلك التي تزهر لدى شركات صغيرة مقارنة بكبار صانعي السيارات، وأبرز أمثلتها موديل "بريغونتا" لدى شركة هولييه Heuliez الفرنسية. طبعاً، يمكن "التنزّه" طويلاً في "الحديقة" السويسرية، بين الموديلات المنتشرة من أفخم القطاعات وأعلاها رياضية مثل مرسيدس-بنز كوبيه "سي إل" وبورشه "911 جي تي 3، ونموذج بينتلي "أونوديير" وهو إسم مقطع سريع على حلبة لو مان الفرنسية، وغيرها، نزولاً الى السيارات الأكثر قرباً من الحياة اليومية في وجوهها المختلفة. لكن عوضاً عن الوصف بالكلمات، سنترك الصور تتولى مهمة الزيارة. * مصادر الصور: أ ف ب، رويترز، أب.