غواتيمالا - أ ب، رويترز - أكد الرئيس الأميركي بيل كلينتون عزم بلاده على اغلاق الباب أمام المهاجرين غير الشرعيين الآتين من دول أميركا الوسطى. وأشار الى ان الولاياتالمتحدة لم تعد قادرة على استيعاب هؤلاء الذين يواصلون التسلل عبر حدودها. إلا أنه أكد لدى وصوله الى غواتيمالا في جولة في أميركا الوسطى أول من أمس الاربعاء، ان هذا القرار "لن ينفذ بعشوائية بل بطريقة منصفة وعادلة". وكانت هجرة الآلاف من سكان أميركا الوسطى الى الولاياتالمتحدة ازدادت، خصوصاً بعدما ضرب إعصار "ميتش" بلدانهم، مخلفاً دماراً كبيراً وآلاف القتلى. واستقبل كلينتون في غواتيمالا سيتي بتظاهرة أمام القصر الجمهوري، منددة بزيارته. وقام طلاب وأعضاء نقابات باحراق اعلام أميركية وطالبوا برحيل كلينتون. وقال أحد المتظاهرين انه يريد "ان يعلم الكل حقيقة ما حصل من جرائم ضد الانسانية في غواتيمالا ومسؤولية الولاياتالمتحدة عنها". واعترف كلينتون في وقت لاحق في اجتماع مع ممثلي مختلف القطاعات الاجتماعية في غواتيمالا، بدور بلاده في الحرب الأهلية التي أودت بحياة حوالى مئتي ألف شخص. وأقر بأن واشنطن دعمت المؤسسة العسكرية والاستخبارات في غواتيمالا اللتين قمعتا بعنف الحركات المعارضة، خصوصاً تلك التي تمثل السكان الأصليين من عرقية ال "مايا". وشدد على أن الولاياتالمتحدة "لن تكرر هذا الخطأ". وقال ان بلاده لن تأل جهداً في دعمها مسيرة السلام والمصالحة في غواتيمالا. وأضاف في محاولة لتخفيف شكوك سكان غواتيمالا وأميركا الوسطى عموماً من دور بلاده في المنطقة، ان الولاياتالمتحدة ستكون "شريكة في بناء الديموقراطية" هناك. وكانت لجنة الحقيقة المنبثقة عن محادثات السلام التي انهت الحرب في غواتيمالا عام 1996، أشارت في ختام تقريرها الشهر الماضي، الى أن مسؤولية أساسية في تثبيت ارهاب الدولة في غواتيمالا، تقع على عاتق وكالة الاستخبارات المركزية سي اي اي. ومن جهة أخرى، اجتمع رؤساء الأجهزة المكلفة مكافحة المخدرات في أميركا الوسطى والولاياتالمتحدة في غواتيمالا عشية زيارة كلينتون، لمناقشة كيفية الحد من تدفق المخدرات عبر أراضيهم. وطلبت دول المنطقة من الولاياتالمتحدة مزيداً من المساعدات المالية لتمويل حربها ضد المخدرات. وقال مسؤولون غواتيمالايون ان الاجتماع ركز على الحاجة الى تكثيف التعاون الاقليمي والى ضرورة سن قوانين جديدة لمكافحة المخدرات