أثار تباين في خطابَي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، في شأن أزمتَي تهريب المخدرات والهجرة عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، تساؤلات مجدداً عمّن يتحدث باسم الولاياتالمتحدة. والتقى ترامب في فيرجينيا عناصر حماية الحدود، داعياً إلى تدابير أكثر تشدداً للتعامل مع الذين «يتدفقون إلى داخل البلاد، من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك ومن كل الأنحاء». واستمع خلال زيارته مركز مراقبة الحدود الوطني، إلى جهود لإقامة شراكة مع دول أميركا اللاتينية لاستئصال تدفق المخدرات واللاجئين، لكنه سأل: «ما الذي فعلته المكسيك وكولومبيا والدول الأخرى في هذا الصدد؟ لا شيء. هل تعتقدون أنهم يحاولون؟». ورأى أن الولاياتالمتحدة تنفق بلايين الدولارات لمساعدة شركائها، فيما «يرسلون المخدرات إلى بلادنا ويسخرون منا». كما ربط بين عصابات المخدرات في الولاياتالمتحدة والهجرة من الحدود الجنوبية، لافتاً إلى أن ذلك يدفعه إلى إصلاح قانون الهجرة. أما تيلرسون فكان يتناول العشاء في مكسيكو سيتي مع نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي، وقادة استخبارات وضباط بارزين في الجيش المكسيكي. كما أجرى محادثات ثلاثية مع المكسيك وكندا، في شأن التجارة عبر الحدود وتعزيز الأمن والاستماع إلى مخاوف حول قوانين الهجرة. وشدد الوزير الأميركي خلال هذه اللقاءات على أهمية محاربة «المنظمات الإجرامية العابرة للحدود»، والتي تحمّلها واشنطن مسؤولية انتشار المخدرات والجرائم العنيفة على جانبَي الحدود. لكنه كان حريصاً على الإقرار بأن للولايات المتحدة حصتها من المسؤولية، في تأمين سوق للمخدرات والسماح بتهريب السلاح جنوباً إلى عصابات. وأشاد تيلرسون بجهود المكسيك، قائلاً: «هذا جهد مشترك نشط جداً وقوي جداً، ونعتزم الحفاظ عليه لنتمكّن من تسوية كل مشكلاتنا». وأثناء توجّه تيلرسون إلى الأرجنتين آتياً من المكسيك في إطار جولة في أميركا اللاتينية، قال مسؤول أميركي إن تصريحات ترامب «لا تساعد». وعلّق ستيف غولدشتاين، وكيل الخارجية الأميركية للديبلوماسية العامة، على تصريحات الرئيس قائلاً: «أشخاص مختلفون يتحدثون بطرق مختلفة، لكن السياسة لم تتغيّر. تحدث الوزير عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الآن. كان الوزير في اجتماعاته يعبّر عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، طبقاً لتعلّقها بهذه الملفات، وهو يحترم كل الناس». وكان لافتاً قول فيديغاراي، خلال مؤتمر صحافي مع تيلرسون ووزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند: «أؤكد دور وزير الخارجية (الأميركي) وقيادته، والذي كان صاحب دور أساس في تحقيق ذلك، وفي التقريب بين بلادنا». واعتبرت فريلاند أن تيلرسون «صوت مهم جداً في الحفاظ على النظام العالمي القائم على القانون». وليست المرة الأولى التي يعلن فيها ترامب مواقف تتناقض مع تصريحات تيلرسون. فعندما تحدث الوزير في الصين العام الماضي عن قنوات ديبلوماسية مفتوحة مع كوريا الشمالية، كتب ترامب على موقع «تويتر» أن تيلرسون «يضيّع وقته». إلى ذلك، اعترضت المكسيك أكثر من 300 مهاجر من أميركا الوسطى كانوا في طريقهم إلى الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن المهاجرين المتحدرين من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور «سافروا في آليات مكتظة، من دون وجود ما يكفي من تهوئة وطعام وماء».