* جاء تعاقد اتحاد كرة القدم السعودي مع المدرب التشيكى "ميلان ماتشالا" مفاجأة غير متوقعة للشارع الرياضي المحلي، خصوصاً وان الاعلان عن التوصل الى اتفاق مبدئي معه قد جاء في الوقت الذي كانت فيه الصحافة الرياضية السعودية تتناقل اسماء كبيرة في كرواتيا وأميركا الجنوبية، بل ان الترشيحات والاتصالات قد طالبت بالمدرب الهولندي الشهير "ليوبينهاكر" الذي اشرف على اعداد السعودية لمونديال 94 قبل ان تتم اقالته من منصبه في ظروف غامضة! ** وكان "ماتشالا" مفاجأة لعدة اعتبارات، يأتي في مقدمها انه قد رحل عن تدريب منتخب الكويت نتيجة رفضه تجديد عقده مع الاتحاد الكويتي لاسباب عائلية - كما قال حينها - على الرغم انه نجح في قيادة المنتخب الازرق الى تحقيق كأس دورة الخليج الرابعة عشرة في البحرين والتي جرت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ولهذا فقد كانت عودته الى الخليج مرة أخرى مفاجأة كبيرة للسعوديين والكويتيين معاً. ** المفاجأة الثانية في التعاقد مع "ماتشالا" تتمثل في انه مدرب يميل الى الاعداد أكثر من كونه مدرب انجازات سريعة... ولهذا فقد صبر عليه الكويتيون أربع سنوات حتى بدأ في تحقيق نتائج جيدة وكان طريق عمله مليئاً بالاخفاقات والنكسات والتي كانت كفيلة باقالة أي مدرب يعمل مع احد المنتخبات الخليجية، وهذه الاعتبارات لم تتوفر "تاريخياً" في منصب مدرب منتخب السعودية الاول لكرة القدم، هذا المنصب الذي تعاقب عليه 32 مدرباً في الفترة من 1957 وحتى مطلع 1999، ولو قمنا برصد عدد المدربين الذين اشرفوا على الفريق "الاخضر" - كما يحلو لجماهير الكرة السعودية وصف منتخبها الوطني - للاحظنا انه في الفترة من 1980 وحتى 1999 تعاقب على تدريب المنتخب الاول 23 مدرباً في اقل من 19 عاماً... وهذا يعني ان للسعودية مدرباً جديداً في اقل من 12 شهرا. ** ان مشكلة سرعة تغيير المدربين هي أزمة عالمية تعاني منها اللعبة في كل موقع على هذه الكرة الارضية.. ولكنها تبدو في منطقة الخليج كأنها تسير بما يوازي سرعة انتقال المعلومة عبر الانترنت... ومن هنا - ربما - لم تكن الفرصة لبعض الاسماء العالمية التي عملت في دول مثل السعودية والكويت والامارات، من حيث الفترة الزمنية "عادلة" ليثبتوا انهم قد نجحوا اوفشلوا. ** ومن هذا المنطلق فقد رأينا كصحافيين ونقاد ومراقبين لكرة القدم السعودية أن التعاقد يدخل تحت بند.. انها بداية لمرحلة جديدة في اتحاد كرة القدم السعودي من حيث التعاقد مع مدرب اعداد ومنحه المساحة الزمنية الطويلة لتجهيز الفريق الوطني السعودي لمونديال 2002 ابتداء من بطولة الفيفا للقارات على كأس الملك فهد والتي ستجري في المكسيك في تموز يوليو المقبل. ** ونرى أيضاً ان اتحاد كرة القدم والذي يقف على رئاسته الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز احد ابرز وانجح المخططين في الاستراتيجية الرياضية.د. قد وجد ضالته في ماتشالا مدرب الاعداد اكثر من اي اسم عالمي من طراز البرازيلي كارلوس البرتو باريرا او الهولندي ليوبينهاكر ليقود الاخضر. ** لكن هل ستكون خطوة التعاقد مع "ماتشالا" هي تعاقد مع مدرب جديد ؟أم سياسة جديدة في العمل التدريبي مع المنتخبات السعودية؟ مدير تحرير جريدة "الرياضي"