لم تكن النتائج الانتخابية، التي اعلنتها مفوضية الانتخابات عن وصول 21 امرأة من المرشحات الى البرلمان عن استحقاق وليس عبر الكوتا النسائية مفاجأة للمراقبين في الساحة السياسية العراقية، لكنها كشفت في الوقت ذاته عن دخول اكثر من ثلاثة ارباع النساء الى البرلمان من طريق الاستعانة ب «الكوتا». وعلى رغم مطالبة بعض البرلمانيات برفع نسبة التمثيل النسوي الى 33 في المئة بدلاً من 25 في المئة من عدد مقاعد البرلمان البالغة 325 مقعداً ،الا ان اعتماد نظام القائمة المفتوحة في الانتخابات النيابية لن يساعد الكثيرات في الوصول الى قبة البرلمان من دون اللجوء الى «الكوتا» النسوية التي انقذت 61 مرشحة بين 82 وصلن الى قبته. وطبقاً لما ذكرته رئيسة الدائرة الانتخابية في المفوضية المستقلة للانتخابات العراقية حمدية الحسيني فإن 21 امرأة فحسب فازت بمقاعد في مجلس النواب المقبل بأصوات الناخبين في كل الدوائر الانتخابية في العراق من بين 82 امرأة دخلن البرلمان. وذكرت الحسيني ان 21 مرشحة حصلت على الأصوات اللازمة للوصول الى العتبة الانتخابية دون الاستعانة بما يعرف بالكوتا النسائية فيما حصلت 61 امرأة اخرى على مقاعد في مجلس النواب بموجب الكوتا النسائية والذي تمثل نسبة النساء 25 في المئة منه طبقاً لما ورد في الدستور . ويمثل عدد الفائزات في البرلمان نسبة ضئيلة من المرشحات اللواتي وصلت اعدادهن الى 1815 امرأة في كل القوائم التي خاضت الانتخابات. وترجح المرشحة الفائزة في «القائمة العراقية» عالية نصيف جاسم عدم حصول المرشحات على اصوات تؤهلهن الى دخول البرلمان من دون استخدام الكوتا الى ضعف الثقافة الانتخابية. وتقول «غالبية النساء اللواتي شاركن في الانتخابات انتخبن الرجال، لأنهن لايثقن كثيراً بقدرات المرأة ،لا سيما أن السنوات السابقة لم تفرز سوى بعض الشخصيات النسوية التي تتمتع بقدرات جيدة في التعامل مع مشكلات المرأة، فيما بقيت الكثيرات من البرلمانيات في الظل». وترى ان المرأة البرلمانية لم تهتم بالمشكلات التي تتعرض لها المرأة بالشكل المطلوب وأن المرحلة المقبلة تستدعي اهتماماً اكبر منها. وتتهم بعض النساء القوائم بالانشغال في الترويج لزعمائها ومرشحيها من الرجال على حساب النساء اللواتي لم ينلن النصيب الكافي من اهتمام الأحزاب في الدعاية الانتخابية. وتقول سليمة الساعدي المرشحة الخاسرة في «قائمة احرار» ان غالبية القوائم رشحت بالقياس الى زعمائها اثناء الترويج والدليل على ذلك حصول زعماء القوائم على قرابة نصف اصوات الناخبين». وتضيف «القوائم تنظر الى المرأة على انها مكمل للقائمة وليست عنصراً فاعلاً فيها، فضلاً عن وجود الكوتا التي تدفع القوائم الى عدم الاهتمام بهذا الجانب طالما ضمنت الكوتا مقاعد مرشحاتها». الساعدي تؤكد ان النساء الفائزات حظين باهتمام قوائمهن التي حضت ناخبيها على الاقتراع لهن ووزعت اصواتهم طبقاً للمناطق اثناء حملاتها الانتخابية. وبغض النظر عن الأسباب التي ادت الى اخفاق النساء في الوصول الى العتبة الانتخابية ، فإن البرلمان المقبل قد يستخدم هذه النتائج التي حصلت عليها المرأة كورقة ضغط للإطاحة بأية طروحات تطالب بزيادة عدد مقاعد النساء لاحقاً.