أقام البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير الذي يزور العاصمة الفرنسية، قداساً أمس في كنيسة سيدة لبنان بحضور اركان المعارضة اللبنانية الرئيس اللبناني السابق امين الجميّل وزوجته جويس والعماد ميشال عون الذي جلس الى جانب السيدة جويس الجميّل في الصف الأول الى اليسار والعميد ريمون اده الذي كان في الصف الاول الى اليمين بقرب سفيري لبنان لدى فرنسا واليونسكو ناجي ابي عاصي وسامي قرنفل وقنصل لبنان روبير نعوم وزوجته. وقال صفير في عظته "لقد حصل في لبنان تغيير لم يكن مرتقباً. وقد يحصل ايضاً تغيير ليس مرتقباً. وهناك امور كثيرة يجب ان تتغير، ونأمل ان تسهم الظروف في تغييرها". وختم بالقول "نأمل ايضاً ان تمكّنكم الظروف من العودة الى وطنكم الأول لبنان الذي هو في حاجة الى جميع أبنائه ليسهموا في إنهاضه وتمكينه من استئناف رسالته التاريخية رسالة العيش المشترك في جو من السيادة، والاستقلال، والقرار الحر، والحرية، والعدالة والمساواة، واحترام حقوق الانسان، والسلام". وحضرت القداس مجموعة من الممثلين عن الكنيسة الفرنسية التي يرأسها الكاردينال لوستيجي الذي اقام مساء امس مأدبة عشاء على شرف صفير حضرتها شخصيات فرنسية ولبنانية. وفور نهاية القداس، اتجه صفير الى صالون خلفي للكنيسة للقاء ابناء الجالية من بينهم العماد عون والرئيس الجميّل وزوجته وانسحب العميد اده ليلتقيه لاحقاً في لقاء منفرد. كما عقد صفير لقاءين منفردين مع كل من الجميّل وعون. وكان صفير اجتمع الى السفير اللبناني ناجي ابي عاصي ونقلت مصادر لبنانية عنه قوله بانه سيجيب على جميع الأسئلة التي سيطرحها عليه الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال لقائه به اليوم في قصر الأليزيه. الى ذلك، نقلت مصادر لبنانية مقربة من صفير ل"الحياة" انه مدرك لحساسية الوضع في لبنان وأنه لا يعتبر ان هناك فائدة من انتقاد الحكومة اللبنانية الجديدة والرئيس اميل لحود، ولكنه سيستمر في تكرار مواقفه الدائمة بالنسبة للبنان وهي العيش المشترك في جو السيادة والإستقلال والقرار الحر والحرية وحقوق الانسان. وأضاف المصدر ان صفير يعتبر انه من الضروري اعطاء الفرصة للرئيس اللبناني الجديد وأنه ينتظر منه ان يقوم بأعمال جيدة. وتجدر الإشارة الى ان الرئيس شيراك "حريص على معرفة موقف صفير من التطورات في لبنان ومدى الإرتياح المسيحي لهذه التغييرات كون صفير أكد في الماضي أكثر من مرة للرئيس شيراك وغيره أنه ليس مرتاحاً للوضع المسيحي في لبنان. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ان شيراك يريد ايضاً معرفة رأي صفير من الأزمة الأقليمية في الشرق الأوسط وتأثيرها على لبنان. والتقت "الحياة" على هامش قداس الأحد، العماد عون وسألته رأيه في كلام صفير عن حصول تغيير، قال "إطلاقاً، ما زلنا في مسيرة اجترارية، لبنان اليوم أسوأ من الأمس وغداً سيكون أسوأ من اليوم والتغيير لم يحصل ولكنه سيحصل اذا استرجع لبنان قراره الحر وسيادته على ارضه، هذا هو التغيير الوحيد الممكن. والأشخاص الموجودون حالياً نعتبرهم اشخاصاً يحاولون رفع التعامل والخيانة الوطنية الى مستوى المدرسة السياسية المحترمة، ونحن لا تربطنا اي علاقة معهم، وطالما هم مستمرون في الحكم، لبنان سيكون وضعه أسوأ". وقال الرئيس الجميّل ل"الحياة": "بالطبع حصل تغيير برئيس جديد وعهد جديد وحكومة جديدة، لكن هناك اموراً عدة لم تحصل بعد، وطموحات الشعب اللبناني اكبر من ذلك. فنحن نريد ان يكون هناك تغيير على طريق الاهداف الاساسية التي يجب ان تتحقق وهي سيادة لبنان واستقلاله واستعادته لكرامته وقراره، ونأمل ان نتساعد كلنا مع الرئيس لحود لتحقيق هذه الأمنية". ونفى انه سينتقل الى العيش في الولاياتالمتحدة، وقال "ان محل اقامتي الطبيعي في لبنان". وعن إحتمال عودته، اكتفى بالقول "انا عائد، قد أتأخر بعض الشيء، ولكن موقعي الطبيعي في لبنان". واعتبر ان وجوده في الخارج "ليس من مصلحة لبنان ويعطي انطباعاً سيئاً لانطلاقة الحكم الذي يتضرر من عدم عودتي. فوجودنا خارج الوطن دليل ان هناك شيئاً غير مستقر في البلد". وعن موضوع اللقاءات مع الإسرائيليين، قال "بالأمس في الأردن صافح نايف حواتمة رئيس اسرائيل عايزرا وايزمن ولم تقم القيامة، اصبحت هذه القضايا حججاً، عندما يسلّم رئيس الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين جبهة الرفض الفلسطيني لإتفاق اوسلو نايف حواتمة، وأيضاً الرئيس السوري حافظ الأسد كان في القاعة نفسها مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأرييل شارون في الأردن. فلنخرج من هذه المتاجرة والمزايدات الرخيصة". وعما اذا كان يقوم بمساعٍ لإتصالات مع السلطات السورية، قال الجميّل "لا. ليس هناك اي اتصال"