استمعت محكمة أبين شمال شرقي عدن الابتدائية أمس الى أربعة من شهود الاثبات الذين قدمتهم هيئة الادعاء، في قضية خطف السياح الغربيين وقتل أربعة منهم ثلاثة بريطانيين واسترالي أواخر كانون الأول ديسمبر الماضي، المتهم فيها "أبو الحسن المحضار" زعيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" وأربعة متهمين يحاكمون حضورياً وآخرون يحاكمون غيابياً. واستمرت جلسة أمس أكثر من أربع ساعات وسط اجراءات أمنية مشددة في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وأصر "أبو الحسن" على تحمل مسؤولية الاتهامات بمفرده، وكرر أن "جيش عدن" هدفه "اقامة دولة اسلامية وتحرير القدس". فيما أكد الشهود انهم لم يروا الخاطفين وهم يقتلون السياح الأربعة، لكنهم أكدوا ان محتجزي الرهائن هم الذين بادروا باطلاق النار على قوات الأمن. وشهود الاثبات هم سائقو السيارات التي كانت تقل السياح ال 16 أثناء عملية خطفهم في 28 كانون الأول، واسماؤهم عبدالخالق القادري ومحمد حسن ناجي العصار ومحمد علي الحميقاتي ومحمد عبده الردماني. واجمعت أقوالهم أمام المحكمة على أن "أبو الحسن المحضار" كان زعيم المجموعة التي نفذت العملية ويراوح عدد عناصرها بحسب الشهود بين 15 و20 شخصاً. وأكدوا انه كان يعطي الأوامر واتصل فور وصول الرهائن الى مكان احتجازهم في منطقة مودية عبر جهاز ارسال حديث بشخص أبلغه ان "البضاعة المطلوبة أخذناها وهي 16 صندوق كرتون كتب عليها بريطانيا وأميركا". وروى الشهود ان الخاطفين هم الذين بدأوا اطلاق النار على قوات الأمن بناء على أوامر "أبو الحسن" وأن الأخير تقدم أثناء اطلاق النار وأمامه خمسة سياح كان يجرهم كدروع بشرية. لكنهم انكروا علمهم بقتل السياح مشيرين الى انهم نقلوا بأوامر "أبو الحسن" الى مكان بعيد. وتعرف الشهود الأربعة الى المتهمين "أبو الحسن المحضار" و"الجنيدي" و"ابو هريرة الجزائري" وأكد "ابو الحسن" أمام المحكمة ان أقوال الشهود صحيحة باستثناء وصفهم جماعته بأنها "عصابة"، وقال: "لسنا عصابة، نحن تنظيم اسلامي جهادي يدعى جيش عدن أبين الاسلامي، وهدفنا اقامة دولة اسلامية. نحن موجودون في اليمن منذ أكثر من سنتين وهدفنا الوصول الى القدس الشريف وتحريرها". وكان "أبو الحسن" شارك النيابة ومحاميه في توجيه الأسئلة الى الشهود، وكان واضحاً أنه يريد تحمل مسؤولية الاتهامات الموجهة الى زملائه، اذ أكد رداً على قول شاهد ان "أبو هريرة" بدأ مترجماً بين الخاطفين والسياح ثم أصبح واحداً من الجماعة ان "كل شيء تم بأوامري". وعلقت جلسة المحاكمة مرتين، الأولى لأخذ قسط من الراحة والثانية لأداء صلاة الظهر بناء على طلب "ابو الحسن المحضار" الذي أمّ زملاءه المتهمين في الصلاة. وتعرف الشهود الى مضبوطات عرضت أمام المحكمة هي عبارة عن أسلحة ومتفجرات، أكدوا أنهم شاهدوها في حوزة الخاطفين. وقالوا ان "أبو الحسن" اخبرهم ان هدف عملية الخطف ديني وليس دنيوياً، وانها نفذت تحت تهديد السلاح. وستعقد المحكمة جلسة أخرى الخميس المقبل لاستكمال الاستماع الى شهود الاثبات وأقوال المتهمين. الى ذلك أكدت مصادر أمنية يمنية ل "الحياة" ان اثنين من الفارين المتهمين في قضية قتل السياح الغربيين سلما نفسيهما الى السلطات في محافظة شبوه أول من أمس، وهما سعيد الفياضي الملقب "أبو ناصر العولقي" وسالم الفياضي الملقب "أبو عبدالله". وأفادت مصادر غير رسمية ان الأجهزة الأمنية اليمنية تعرفت الى أماكن وجود بقية المتهمين الفارين. وتستأنف محكمة عدن الابتدائية اليوم محاكمة ثمانية أشخاص يحملون الجنسية البريطانية وجزائريين بتهمة التخطيط لأعمال تخريب وارهاب وقتل في اليمن وحيازة أسلحة لزعزعة الأمن في البلد. وكانت المحكمة عقدت أربع جلسات خلال اسبوعين، وقرر القاضي حظر نشر وقائع المحاكمة.