قال وزير السياحة المغربي السيد حسن الصبار ان بلاده تستهدف جذب اكثر من اربعة ملايين سائح في السنة مطلع القرن المقبل على ان يحقق المغرب 2.5 مليون سائح في العام الجاري. وأضاف في حديث مع "الحياة" ان تنمية قطاع السياحة يعتبر هدفاً محورياً في الخطة الخمسية للسنوات 1999 - 2003 وسيزيد تنافسية السياحة المغربية ويسترجع الحصص الضائعة التي فقدها في السنوات الماضية خاصة داخل الاسواق التقليدية. ويتطلب الأمر وفق وزير السياحة المغربي، تحسين المنتج المحلي وتجنب الاخطاء السابقة وتقوية الحضور الاعلامي للسياحة المغربية وتجهيز ما بين 30 الى 50 الف سرير اضافي بمعدل ستة آلاف سرير جديد كل سنة. واعتبر ان الهدف قصير المدى يتطلع الى جلب 2.5 مليون سائح من دون احتساب الجالية المغربية في الخارج والوافدين عبر الحدود المجاورة "وهو امر ممكن بالنظر الى الامكانات السياحية المتاحة". وقال الصبار ان التدابير التي تم اعتمادها منذ عام 1995 مكنت رفع مستوى السياحة المغربية، التي بدأت تعطي اكلها حيث زار المغرب العام الماضي 2.1 مليون سائح اجنبي من بينهم 150 الف عابر ما رفع عائدات السياحة في المغرب الى 1.7 بليون دولار تمثل نحو 7 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. وكانت حصة قطاع السياحة المغربي تراجعت في السنوات الماضية الى دون ستة في المئة من اجمالي الناتج المحلي نتيجة تضاؤل عدد السياح والايرادات، ما انعكس سلباً على موازنات متتالية للدولة، لا سيما والسياحة، لسنوات طويلة تمثل، الى جانب تحويلات المهاجرين في الخارج، أهم مصادر المغرب من العملة الصعبة المسخرة في خدمة الديون وتغطية عجز الميزان التجاري. وتحدث الوزير المغربي عن الخطة الخمسية في مجال السياحة كاشفاً انها تستهدف المساهمة في تحقيق وتيرة نمو في اجمالي الناتج المحلي تصل الى 5.5 في المئة، وتحقيق مداخيل سياحية في سنة 2003، قيمتها 30 بليون درهم 3.2 بليون دولار بما يوازي إنجاز 25 مليون ليلة سياحية. وراهن السيد حسن الصبار على السياحة كذلك لجهة توفير مزيد من فرص العمل، لا سيما لخريجي المعاهد والجامعات. وتقدر الفرص المتوقع تهيئتها في مجال القوة البشرية بنحو 15 ألف وظيفة جديدة. ومن جانب أخر، اعتبر وزير السياحة المغربي ان عولمة الاقتصاد وتوسع التجارة والمبادلات من شأنه ان يزيد عدد السياح الى المغرب الذي يقع على مفترق ثلاث قارات ويتميز بالتنوع لجهة المعطيات السياحية والخدمات. وقال ان المغرب من المناطق القليلة في العالم التي تمنح الزائر تنوعاً في التضاريس لا يمنحه في العادة بلد واحد، حيث لا يبعد البحر سوى مسافات قليلة عن قمم الجبال أو رمال الصحراء. واعتبر ان جلب 4 ملايين سائح مطلع القرن المقبل مطلب معقول بالنظر للامكانات المتاحة على ان يواكب تنمية القطاع السياحي مجهودات استثمارية وتنموية واعلامية وتحسين في مستوى الخدمات والاسعار وظروف الاستقبال والاقامة. ويدشن المغرب حالياً حملة دعائية واعلامية للمنتج السياحي في عدد من الدول الأوروبية خاصة فرنسا حيث سيعيش عدد من المدن الفرنسية قريباً مهرجان "زمن المغرب" الذي يشمل انشطة ثقافية وفنية واقتصادية ورياضية. وذكر الوزير المغربي ان الاسواق التقليدية ستشكل اساس اهتمام الحملة الدعائية التي تركز على اسواق فرنسا والمانيا وبريطانيا وشمال القارة الاميركية. واعتبر ان احتمالات عودة السياح ثانية الى المغرب بپ30 في المئة ما يجعل بامكان المغرب استقبال 2.5 مليون سائح اجنبي. وأكد حسن الصبار من جهة اخرى ان السياحة العربية المشرقية والخليجية حافظت على وتيرتها باتجاه المغرب وان عدد السياح السعوديين زاد الى 30 الفاً كما تضاعف عدد الزوار القادمين من مصر وتعززت الرحلات الجوية مع تلك الدول لربط المشرق بالمغرب. ازمات الجوار وكانت السياحة المغربية ابان فترة حرب الخليج الثانية فقدت جمهوراً من زبائنها وأثر الوضع على القطاع برمته وواجهت بعض الوحدات الفندقية صعوبات بفعل ضخ استثمارات والتجاء المهنيين الى الاقتراض من المؤسسات المالية لمواكبة الطفرة، وكان عدد السياح الاجانب يفوق في تلك الفترة أربعة ملايين شخص منهم نحو 50 الف سائح عربي غير مغاربي. وكذلك، واجهت السياحة المغربية تأثيرات الازمة في دول المغرب العربي في مطلع التسعينات عقب الاحداث في الجزائر واغلاق الحدود المغربية - الجزائرية بعد احداث فندق "اطلس اسني" في مراكش الذي اودى بحياة سياح اسبان في صيف 1994 اضافة الى الحصار الجوي على ليبيا في وقت كان المغرب يستقبل مليوني زائر مغاربي منهم نحو 1.5 مليون سائح جزائري. ونجم عن ذلك الوضع وأسباب اخرى تراجع العائدات بپ1.4 في المئة عام 1994. وتواصل التراجع عام 1995 و1996. وتبين دراسات وزارة السياحة المغربية التي اطلعت عليها "الحياة" انه بين الأعوام 1993 و1997 فقد المغرب 11.2 في المئة من الزوار و38 في المئة من مستعملي الطرق البرية. حقائق... بالنِّسب المئوية - حصة السياحة من الموازنة المغربية لا تتعدى ستة في المئة. - السياحة الوطنية تمثل 34 في المئة من مجموع الليالي السياحية المحققة في الفنادق المغربية عام 1997. - الشباب دون سن 30 عاماً يمثلون 22 في المئة من حركة السياحة الوطنية. - 42 في المئة من السياح المغاربة يفضلون سياحة الشواطئ. - 16 في المئة من السياح المغاربة دون الثلاثين لا يتجاوز تحصيلهم الدراسي الإبتدائية.