قال زين العابدين أبو بكر المحضار أبو الحسن زعيم تنظيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" ان هذا الجيش قوامه أكثر من خمسين ألف مقاتل، وأنه يمتلك أسلحة تفوق ما يمتلكه النظام "الكافر" في اليمن. وكان "أبو الحسن" يتحدث الى الصحافيين من منصة المتهمين قبل مغادرته محكمة البداية في محافظة أبين بعد عقد جلستها الثانية أمس لمحاكمته وأربعة آخرين بتهمة خطف سياح غربيين وقتلهم أواخر العام الماضي في محافظة أبين. في الوقت ذاته عقدت محكمة عدن الابتدائية جلستها الرابعة لمحاكمة خمسة متهمين من أصول مختلفة يحملون الجنسية البريطانية وآخر جزائري بتهم التخطيط لتنفيذ أعمال تخريب وارهاب وقتل، وحيازة أسلحة، واستمعت المحكمة الى شهادة خبير متفجرات. الى ذلك، سخر أبو الحسن المحضار من محكمة أبين ومن النيابة العامة. وقال للصحافيين اثناء استراحة للمداولة من منصة المتهمين: "ليس في شرع الاسلام محاكم من هذا النوع، وليس في الشرع وجود محام يدافع عن المتهم. أنا سأدافع عن نفسي، وأنا جدير بذلك وأؤكد أن الوضع مختل في البلد برمته". وطالب بپ"محاكمة اسلامية عادلة" سيكون فيها القاضي واحداً من ثلاثة: الشيخ عبدالمجيد الزنداني - رئيس مجلس الشورى في حزب الاصلاح أو الشيخ عبدالوهاب الديلمي - وزير العدل السابق رئيس الدائرة القضائية في حزب الاصلاح أو الشيخ عمر أحمد سيف المرشد العام للميثاق الوطني المنهاج الفكري للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام. ورفع أبو الحسن القرآن الكريم أمام المحكمة، وهدد بعض الصحافيين ممن حضروا المحاكمة وبينهم بريطانيون، بعواقب وخيمة بسبب "الأكاذيب والافتراءات والنفاق ومحاربة الاسلام والمجاهدين". وكانت النيابة العامة في محافظة أبين أضافت شخصين من جماعة "جيش عدن الاسلامي" الى المحاكمة أمس كانت القوات الأمنية اعتقلتهما وأربعة آخرين في محافظة شبوة قبل نحو اسبوعين هما اليمني عبدالله صالح الجنيدي والتونسي محمد صالح أبو هريرة الذي يحمل الجنسية الفرنسية، وذلك الى قوام المتهمين الثلاثة السابقين وهم زين العابدين أبو الحسن المحضار وأحمد محمد علي عاطف وشقيقه سعد محمد علي عاطف. وخلال جلسة أمس وجهت الى المتهمين الجنيدي و"أبو هريرة" الاتهامات ذاتها الموجهة الى أبو الحسن، لكن "أبو هريرة" ذكر أمام المحكمة أنه لم يكن موافقاً على خطف السياح الغربيين في أبين وقال: "أبو الحسن أمرنا بذلك وهو أمير الجهاد ولا يمكن مخالفة أوامره". وأضاف: "كنت مترجماً بين السياح الكفرة والمجاهدين ولم أحمل السلاح ولم أشاهد من بدأ القتل". وقال إن قوات الأمن ارتكبت عملاً اجرامياً بهجومها على المجاهدين للافراج عن السياح "وهي بدأت بقتل اثنين من المجاهدين هما أحمد الحاج وأسامة المصري". واعترف أبو هريرة بأن السلطات اليمنية كانت تطارده لاقامته غير المشروعة في اليمن، وأنه وجد "في جيش أبين الاسلامي ملجأ آمناً". وأضاف ان "قتل السائح الاسترالي كان خطأ فادحاً لأن دولة استراليا لم تقتل المسلمين وهذا خطأ محسوب على جيش عدن الاسلامي". وعن سبب وجوده في اليمن، قال أبو هريرة وهو تونسي انه اختار اليمن "للجهاد فيها لان هذا البلد القلعة الأخيرة للمسلمين، وقبلة المسلمين المستضعفين، ولأن هناك أحاديث نبوية صحيحة تبشر بأن الفتوحات الاسلامية ستكون من اليمن". وفي تعقيب "أبو هريرة" على التهمة الموجه اليه حول المشاركة في تشكيل عصابة مسلحة بالتعاون مع جهات أجنبية معادية لليمن لقتل السياح وتفجير المنشآت، قال: "انها ليست عصابة بل جيش عدن أبين الاسلامي". وكان أبو الحسن المحضار خاطب المحكمة بالقول: "نحن حاربنا في افغانستان والشيشان وسنواصل الجهاد حتى قيام الدولة الاسلامية في اليمن". وأضاف: "النظام في اليمن يمهد لدخول القواعد الأميركية للبلاد، ومع ذلك سنجاهد كما جاهدنا من قبل ضد حكم الكفرة في الحزب الاشتراكي الذين حاربناهم وأخرجناهم عام 1994". وطالب بحكم اسلامي في اليمن. وعن علاقته بأسامة بن لادن، قال أبو الحسن رداً على سؤال لأحد الصحافيين: "نعم قابلت اسامة بن لادن في افغانستان. وماذا تريدون منه؟؟". وكانت المحاكمة في أبين جرت وسط اجراءات أمنية مشددة، فيما كانت النيابة عرضت المضبوطات التي وجدت بحوزة المتهمين أثناء عملية تحرير السياح الغربيين في 29 كانون الأول ديسمبر الماضي، واشتملت على 12 صاروخاً من نوع "لو" و6 قاذفات "آر بي جي" ومجموعة من الألغام والأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأجهزة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية ولوحات سيارات تحمل عبارات شرطة - وأبو ظبي - واسماء بعض المحافظات اليمنية. وأبرزت النيابة دليل تسلم أبو الحسن المحضار مبلغاً يعادل نحو سبعة آلاف دولار أميركي من أحد الأشخاص يدعى "أبو هاني" بالاضافة الى مبالغ أخرى من المدعو "أبو حمزة المصري". ورفعت محكمة البداية في أبين جلستها أمس على أن تستأنف الثلثاء. وكانت رفضت طلباً من هيئة الدفاع المكونة من ثلاثة محامين بتأجيل المحاكمة لمدة شهر للاطلاع على القضية ومقابلة المتهمين. وكانت محكمة عدن الابتدائية واصلت جلستها الرابعة أمس وسط اجراءات أمنية مشددة للنظر في قضية المتهمين البريطانيين الخمسة ومتهم جزائري سادس. وواصلت المحكمة الاستماع الى أقوال شهود الاثبات. فاستمعت الى شهادة خبير في المتفجرات أفاد ان المتفجرات التي وجدت في حوزة المتهمين يمكن استخدامها في ضرب الأهداف الثابتة والمتحركة. ورفعت المحكمة جلستها حتى الاثنين.