اعترف زين العابدين المحضار أبو الحسن قائد الجماعة التي خطفت السياح الغربيين في أبين، أمام المحكمة أمس، بأنه "العقل المدبر" للعملية، وأنه أمر جماعته بتصفية السياح جسدياً إذا اقتربت قوات الأمن من موقع احتجازهم. كما أعلن في خطبة طويلة أمام محكمة أبين الابتدائية أنه زعيم "جيش أبين الإسلامي المعني برفع راية الجهاد ومحاربة الكفر والعلمانية في اليمن والبلاد العربية". في غضون ذلك، أطلق مسلحون ينتمون إلى قبيلة آل الجعيد في محافظة الجوف شرق صنعاء سراح البريطاني جون بروك، ظهر أمس، وكانوا اختطفوه السبت الماضي من أمام عمله في إحدى شركات الخدمات النفطية في محافظة مأرب. ونقل بروك إلى صنعاء على متن مروحية تابعة لقوات الأمن وسلم إلى السفارة البريطانية. وتوجهت الأنظار، أمس، إلى بدء محاكمة خاطفي السياح، الذين قتل أربعة منهم خلال عملية انقاذهم. وفي حضور ممثل عن السفارة البريطانية، مثل المتهمون الثلاثة زين العابدين المحضار المكي أبو الحسن، 28 عاماً وسعد محمد علي عاطف 19 عاماً وأحمد محمد علي عاطف 19 عاماً، ويحاكم غيابياً 11 متهماً ضمن الجماعة التي تطلق على نفسها "جيش عدن - أبين الإسلامي" لا يزالون فارين من العدالة. وفي الجلسة تلت النيابة العامة لائحة الاتهام ضد هذه الجماعة المتشددة، وتضمنت القتل العمد للسياح والخطف ومقاومة السلطات الأمنية وثنيها عن أداء مهماتها والقيام بتفجيرات هدفها الاضرار بأمن البلاد والاضرار بمركزها الديبلوماسي دولياً. واستمعت هيئة المحكمة إلى أقوال المتهمين حيث اعترف "أبو الحسن" انه هو الذي اعطى الأوامر باختطاف السياح وتصفيتهم في حال اقتربت قوات الأمن من موقع احتجازهم. واضاف انه قام بتشكيل "جيش أبين الإسلامي" و"اعلان الجهاد ضد الأنظمة العلمانية التي تحكم البلاد العربية وتطبيق الشريعة الإسلامية". كما اعترف بأن جماعته قامت في وقت سابق بتفجيرات عدة في بعض مناطق محافظة أبين، بهدف إرباك أجهزة الأمن وإبعادها عن متابعة نشاط جماعته. وقال إنه أبلغ الجهات الرسمية "انهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي وأنهم سيقتلون رعايا الدول الأجنبية، خصوصاً أميركا وبريطانيا، مدنيين وعسكريين، لأنهم يضربون المسلمين بلا رحمة، ولهذا قمنا باعلان الجهاد المقدس ضد النصارى واذنابهم". وأضاف: "ربما يكون صديقي اسامة المصري هو الذي نفذ قتل السياح الأربعة قبل اصابته كونه قريباً منه". وأكد "نعم انا قائدهم وأميرهم". لكن المتهمين الثاني والثالث نفيا ارتكابهما القتل. وقال الثاني سعد محمد عاطف إنه انسحب من جيش عدن الاسلامي قبل فترة وأنه لا يمارس أي نشاط. وأوصت المحكمة أجهزة الأمن بإلقاء القبض على بقية المتهمين واستكمال التحقيق معهم، فيما قررت تأجيل المحاكمة واستئنافها بعد عطلة عيد الفطر المبارك، حتى يتمكن المتهمون من تحضير الدفاع عنهم وفقاً للقانون واستكمال الاجراءات في النيابة. وكان "أبو الحسن المحضار" هاجم أمام المحكمة الحكم في اليمن، وقال: "إن النظام ليس إسلامياً ولا يحكم بالإسلام". واتهم هيئة القضاء قائلاً: "إنكم جميعاً لا تفهمون شيئاً"، وكان يرد على القاضي بشدة عندما حاول مقاطعته. من جهة أخرى أ ف ب، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس، نقلاً عن وثيقة سرية لوزارة الخارجية البريطانية، ان الحكومة البريطانية "كانت على علم بوجود معسكرات تدريب للإسلاميين على أراضيها ولكنها لم تتخذ اجراءات لمنعها". وذكرت الوثيقة انه تم اجراء تحقيقات حول هذه المعسكرات "أفادت أن أي نشاط غير مشروع لم يلاحظ فيها". وجاء فيها أن عملية خطف 16 سائحاً غربياً في اليمن في كانون الاول ديسمبر، تم تخطيطها في بريطانيا.