واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - بثت محطة "سي بي اس" التلفزيونية الاميركية ان سيدني بلومنتال مستشار الرئيس بيل كلينتون المكلف الاتصالات في البيت الابيض واحد الشهود الثلاثة في محاكمة الاخير، اعترف اول من امس الاربعاء بان الرئيس كذب عليه عندما قال له ان مونيكا لوينسكي "شابة غير مستقرة تلاحقه وتريد ان ترغمه على ان يقيم معها علاقات جنسية". على صعيد آخر، ابدى كلينتون وزوجته هيلاري اسفهما لأن مجلة اميركية قررت نشر موضوع غلاف عن ابنتهما تشيلسي. وأصدر الاثنان بياناً مقتضباً قالا فيه انهما يشعران "بأسف بالغ وحزن عميق" لهذا القرار من جانب مجلة "بيبول" الناس0 واضافا ان "ما يؤسف له انه رغم النداءات الشخصية لاحترام الحياة الخاصة لابنتهما واستقلاليتها عن والديها فان مجلة بيبول اختارت ان تنشر الموضوع". ويسعى كلينتون وزوجته الي حماية الحياة الخاصة لابنتهما منذ ان استقر بهما المطاف في البيت الابيض وحتى قبل ذلك ، اثناء تولي كلينتون منصب حاكم ولاية اركنساو0 وتشيلسي حالياً طالبة في جامعة ستانفورد. ونشرت تقارير من وقت لآخر عن حياتها الخاصة. من جهة اخرى، اولت وسائل الاعلام في الولاياتالمتحدة اهتماماً امس بتلميح الرئيس الى امكان ان تخوض زوجته الانتخابات لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وجاء ذلك في عشاء لجمع التبرعات للحزب الديموقراطي في مانهاتن الثلثاء. وقال كلينتون في كلمته خلال العشاء ان "من المرجح جدا انه سوف يشار الي اني الرجل الذي يأتي مع هيلاري الى نيويورك". ودفع ذلك صحيفة "نيويورك بوست" الى التساؤل في عنوانها الرئيسي هل ان كلينتون فضح الطموحات التي حرصت زوجته على اخفائها. وكانت هيلاري التزمت الصمت حيال اشاعات عديدة حول طموحاتها السياسية بعدما تنتهي ولاية زوجها الرئاسية. واظهر استطلاع في نيويورك اخيرا انها ستفوز بعضوية مجلس الشيوخ عن نيويورك، اذا ترشحت. مونيكا والرئيس الى ذلك، ركز ممثلو الادعاء الجمهوريون في محاكمة كلينتون التي تجرى في مجلس الشيوخ على استجواب سيدني بلومنتال 50 عاماً بشأن رواية سربها البيت الابيض الى الصحافة ويراد منها اظهار مونيكا لوينسكي بمظهر المهووسة بالجنس. وتقول الرواية ان مونيكا "شابة غير مستقرة تلاحق الرئيس وتريد ان ترغمه على ان يقيم معها علاقات جنسية". وافادت شبكة "سي بي اس" ان بلومنتال اعترف لممثلي الادعاء في جلسة مغلقة اول من امس ان هذه الرواية كانت كذبا من جانب الرئيس. وسبق لبلومنتال ان اقر امام هيئة المحلفين الكبرى عام 1998 ان كلينتون قدم له هذه الرواية عن الوقائع. ولكنه نفى في حينه ان يكون الرئيس طلب منه ان ينقلها الى الصحافة. ويريد المدعون الجمهوريون ان يعرفوا اذا كان كلينتون كذب عن قصد على مستشاره كي يروج هذا الاخير لدى الصحافة شرحاً خاطئا ًعن علاقات كانت لا تزال مزعومة في حينه مع المتدربة الشابة، الامر الذي يشكل محاولة لعرقلة القضاء من جانب الرئيس. وكان اثنان من المدعين الجمهوريين اللذان استجوبا سيدني بلومنتال، وهما النائبان ليندسي غراهام وجيمس روغان اكدا رغبتهما في ان يريا بلومنتال يكرر تصريحاته علنا هذه المرة امام مجلس الشيوخ . وعاد بعد ظهر أمس مجلس الشيوخ الى الالتئام كمحكمة دستورية تنظر في اتهام مجلس النواب الرئيس كلينتون بارتكاب جريمتي الكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة في فضيحة مونيكا لوينسكي. وكان أمام الشيوخ الأعضاء الذين يلعبون دور المحلفين الصامتين اتخاذ عدة قرارات اجرائية تتعلق بالمرحلة الأخيرة من المحاكمة وأبرزها تقرير ما إذا كان هناك من حاجة الى استدعاء الشهودالثلاثة لوينسكي وبلومنثال والمحامي فيرنون جوردان صديق الرئيس والمستشار السياسي سيدني للمثول امام المجلس وما إذا كان سيتم نشر الافادات التي قدمها هؤلاء الشهود أيام الاثنين والثلثاء والاربعاء الماضية. وكان أبرز تحد لعملية المحاكمة سعي عدد من الشيوخ الجمهوريين الى الترويج لفكرة اعتبرها الديموقراطيون والبيت الأبيض غير دستورية. الا وهي تعليق عملية المحاكمة ووقفها والتقدم بمشروع قرار لا يؤدي الى عزل الرئيس لكنه يؤكد انه كذب تحت القسم وعرقل مجرى العدالة، علماً أن الموافقة على قرار كهذا لا يتطلب غالبية الثلثين، بل غالبية بسيطة، اي 50 في المئة زائد واحد.