يغادر رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص بيروت السبت المقبل متوجهاً الى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية هي الاولى له الى الخارج منذ تسلمه منصبه. ويتوقع ان يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين. ويجتمع مع عدد من المستثمرين السعوديين، على ان يعود الثلثاء المقبل الى بيروت. وأعرب الرئيس الحص، امس، عن امله بأن تتدفق الاستثمارات على لبنان، معتبراً ان المنتدى الاستثماري الذي عقد في "بيت الاممالمتحدة" أسكوا في بيروت "يبشر بالخير". واستقبل الحص وفداً من مؤسسة "ميريل لنش" برئاسة رئيس مجلس الادارة المركزية ونثروب سميث جونيور الذي اوضح ان "البحث تناول حاجات لبنان والكثير من المواضيع الاخرى، ابرزها تجربتنا في التخصصية حول العالم، ونحن هنا منذ 37 عاماً ومهتمون جداً بهذا الموضوع ومتفائلون بالمنحى الذي تسير عليه الحكومة ولنا ثقة بمستقبل لبنان". والتقى الحص مدير مؤسسة التمويل الدولية لوسط آسيا والشرق الاوسط وشمال أفريقيا الدكتور محسن خليل الذي قال ان "المؤسسة كثفت نشاطها خلال السنوات الفائتة وأبلغت الرئيس الحص ان لبنان اصبح يحتل المرتبة الثانية بعد مصر في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بالنسبة الى حجم الاستثمارات التحويلية في المنطقة". وأضاف ان "اهتمامنا اصلاً هو بدعم القطاع الخاص واذا شاءت الدولة ان تسير في موضوع الخصخصة فهو يفتح المجال من دون شك لتوسيع اطار القطاع الخاص، ونحن ساهمنا في هذا الامر في دول عدة في العالم والقطاع الخاص في لبنان لديه ديناميكية مميزة. وأكدنا استمرار دعمنا لعملية الاعمار في لبنان". وتابع "اطلعنا الرئيس الحص على نشاط المؤسسة وحجمها هو بنحو 200 مليون دولار، وقد امنت تمويلاً خلال ثلاث سنوات للقطاع الخاص في لبنان بحدود 400 مليون دولار: 200 مليون من حسابها الخاص و200 مليون من مصارف دولية. وهذا يشكل 5.1 في المئة من الاستثمارات الاجمالية للمؤسسة في العالم". وسئل: هل هناك قروض جاهزة لإعطائها للقطاع الخاص في لبنان؟ اجاب "نحن لا نعطي مخصصات، انما نتجاوب مع متطلبات القطاع الخاص، والقسم الاكبر من تمويلنا هو عبر المصارف المحلية والآن لدينا امكان لتحويلات حتى حدود 3 في المئة للقطاع الخاص". وكان الرئيس الحص التقى وفداً من مصرف "باريبا" برئاسة رئيس مجلس الرقابة فيه ميشال فرانسوا بونسي يرافقه المندوب الجديد للشرق الادنى فرنسوا جيلينه والمندوب السابق نيقولا كونستانتيسكو. وعرض معه الاوضاع الاقتصادية والمالية. وقال احد اعضاء الوفد رداً على سؤال ل"الحياة" هل تطرق البحث الى موضوع اصدار جديد لسندات خزينة في الاسواق العالمية لمصلحة لبنان، بأن "لا تعليق". وعقد الوفد لقاء بعد ظهر امس مع عدد من الاعلاميين للحديث عن عملية الاندماج مع مصرف "سوسيتيه - جنرال". وتمنى ان تكون "باريبا" من المشاركين في مشروع الخصخصة المتداول الآن في لبنان. الى ذلك، أعلن السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد، بعد لقائه وزير الزراعة سليمان فرنجية، سعي بلاده الى "تأمين زراعة شرعية بديلة من المخدرات وثابتة وناجحة في منطقة البقاع". ووجه فرنجية كتاباً الى الرئيس الحص بصفته وزيراً للخارجية تمنى عليه فيه تعيين ملحقين اقتصاديين لدى البعثات اللبنانية لفتح الاسواق امام الانتاج الزراعي اللبناني، من اجل تنشيطه. وبحث وزير الموارد المائية والكهربائية سليمان طرابلسي مع وفد من البنك الدولي ضم رئيس قطاع قسم مياه الشفة والصرف الصحي لمنطقة لشرق الاوسط وشمال أفريقيا جمال الصغير، في مشاريع تتعلق بالمياه ومنع تلوث الشاطئ وتأمين شبكات المياه والصرف الصحي لمدينة بيروت الكبرى اضافة الى مشروع جر مياه نهر الاولي الى بيروت. ونوقشت مذكرة عن الانفاق العام لقطاع المياه في لبنان وضعها البنك الدولي، ومشروع سد بسري وملاحقة مشاريع اخرى قيد التنفيذ لدى مجلس الانماء والاعمار. والتقى طرابلسي ممثل البنك الاوروبي للاستثمار في لبنان أريك فاندر أليس الذي اوضح ان زيارته "تحمل طابع التعارف مع اعضاء الحكومة الجديدة من اجل التمكن من متابعة المشاريع القائمة". وأشار الى ان "قرض 120 مليون دولار أميركي لإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي في طرابلس وُقع منذ اكثر من عام والبنك الاوروبي جاهز للتمويل وبفوائد متدنية".