كثفت لجان تونسية - مغربية اجتماعاتها في الأيام الاخيرة لتنشيط التعاون الثنائي في غير قطاع، في اطار الاستعدادات الجارية بين الرباطوتونس للزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها الرئيس زين العابدين بن علي للمغرب في اواسط الشهر المقبل تلبية لدعوة من الملك الحسن الثاني. وعقدت لجان مشتركة اخيراً اجتماعات في كل من تونسوالرباط، تنفيذاً للاتفاقات التي توصلت لها اللجنة العليا المشتركة في اجتماعها الاخير في تونس برئاسة رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ونظيره التونسي الدكتور حامد القروي الصيف الماضي. وأوضحت مصادر مطلعة ان الجانبين اظهرا حرصاً متبادلاً على اعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي في الأشهر الماضية بعد البرود الذي خيم على العلاقات الثنائية طيلة ثلاثة أعوام وأدى الى تجميد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة. وفي سياق التقارب السريع بين العاصمتين توجت زيارة الأمين العام لپ"التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم عبدالعزيز بن ضياء اخيراً للرباط بالتوقيع على اتفاق شامل للتعاون مع حزب الاستقلال المشارك في الحكومة الائتلافية التي يقودها اليوسفي. ويرتبط "الاستقلال" الذي يتزعمه عباس الفاسي الذي عمل سفيراً للمغرب في تونس في الثمانينات بعلاقات عريقة مع "الدستوري" منذ فترة الكفاح المشترك ضد الاستعمار الفرنسي، وكانا وراء مبادرة عقد المؤتمر الأول لأحزاب المغرب العربي في مدينة طنجة شمال المغرب العام 1958. ورأى مراقبون ان تكثيف المبادرات المشتركة وتنشيط التعاون الثنائي يندرجان في اطار تهيئة ظروف النجاح لزيارة الرئيس بن علي للرباط. وأكدت مصادر مطلعة انه اذا كانت زيارة اليوسفي لتونس الصيف الماضي على رأس وفد رفيع المستوى حققت كسر الجليد بين العاصمتين وأعادت قطار التعاون الى السكة، فان زيارة الرئيس التونسي للمغرب ستشكل انعطافاً في العلاقات الثنائية وستنعكس ايجاباً في ترطيب الاجواء بين العواصم المغاربية.