يتداول العاملون في هوليوود طرفة مفادها: افضل كاتب سيناريو حاليا هو وليام شكسبير. صحيح ان مسرحياته اغنت السينما دائما، الا ان النجاح الكبير لفيلم "شكسبير عاشقا"، فتح باب هوليوود واسعا امام مسرحياته وسنشاهد ستة افلام مأخوذة من اعماله هذا العام. واذا كان بعض الأفلام سيقدم مقاربة تقليدية للأصل، فان الغالبية تصرفت بالنص، في ما يتعلق بالزمان والمكان، والشخصيات بالطبع. مثال ذلك، الفيلم الذي اطلق عليه اسم "O"، وهو مستوحى من مسرحية "عطيل"، وتروى فيه حكاية الفيلم على لسان اثنين من تلاميذ مدرسة ثانوية ممن يتنافسون في لعبة كرة السلة. وهناك نسخة عصرية جديدة من فيلم "هاملت"، تقدم الممثل ايتان هوك في دور الشاب داين، الذي يجوب شوارع مانهاتن وهو في حال ضياع. تشاركه البطولة جوليا ستايلز في دور اوفيليا. وتقع الأحداث في العالم الصاخب لمدينة نيويورك، حيت تعيش أيضاً أم هاملت غيرترود، وزوج الأم كلاديوس. ومع نهاية هذا العام، سيعرض في صالات السينما فيلم "تيتوس"، عن مسرحية "تيتوس أندرونيكوس". وهو من موجة سلسلة افلام شكسبير الملحمية، التي تكتفي بتقديم النص المسرحي الأصلي، مع معالجة لرؤية العمل بحد ذاتها. ومن المفترض ان يصور الفيلم في روما، اما زمان الفيلم فهو اوائل القرن الميلادي. يؤدي الممثل البريطاني المتميز انطوني هوبكنز، دور تيتوس القائد العظيم، الذي يمكن ان يتماهى مع اي قائد عسكري معاصر. تخرج الفيلم جولي تيمور، التي كانت وراء النجاح الكبير لفيلم ليون كينغ"، الذي انتجته شركة ديزني قبل خمس سنوات. المسرحية الكوميدية الهزلية "حلم ليلة منتصف صيف"، اكثر مسرحيات شكسبير الكوميدية شهرة، ستصور في توسكانيا، ايطاليا، وسيكون زمن الحدث بداية القرن التاسع عشر. لكن المسرحية التي تعود احداثها الى اربعمئة سنة مضت، ستقدم - حسب ادبيات شركة فوكس - كما لم تقدم من قبل. فحوريات البحر، يتجولن في مقاه وبارات من عالم الخيال. يخرج الفيلم مايكل هوفمان، والبطولة الرئيسية ستكون لميشيل فايفر، في دور ملكة عالم الحكايات، وادوارد ايفريت في دور الملك. اما الممثل كيفن كلاين، فيؤدي دور بوتوم، الذي يصبح رهين معركة الحب بينهما. منذ سنوات، يعمل الممثل والمخرج البريطاني، كينيث براناه على تقديم اعمال شكسبير للسينما - آخر الأفلام كان "هاملت" الذي يمتد على اربع ساعات، وفيلم "روميو وجولييت" بطولة الممثل ليوناردو ديكابريو. وقد اسس لهذا الغرض "شركة افلام شكسبير"، ومن بين مشاريعها للسنوات الثلاث المقبلة، ثلاثة افلام، اولها "ضياع جهد الحب"، فسيؤد براناه دور ماكبث، وستستبدل ناطحات السحاب وحديقة سنترال بارك الشهيرة في نيويورك، بالغابة والقلعة في النص الأصلي. وسيحول لورد وليدي ماكبث، الى زوجين في مركز قوي داخل بنك في منطقة وول ستريت المالية. اما فيلم "كما تحب" فسيصور في اليابان، لا في مكان المسرحية الأصلي. ويعتقد براناه ان نجاح الأفلام المعتمدة لاعلى مسرحيات الشاعر العظيم، شجع الممولين والمنتجين على دعم افلام اخرى مماثلة. راي بينيت، محرر الشؤون الاوروبية في مجلة "هوليوود ريبورتر"، يعتقد ان الاقبال على مسرحيات شكسبير حاليا، سببه غياب النصوص المناسبة للسينما. فالمخرجون يشكون من غياب السيناريوهات الجيدة، وعندما تصدر رواية جديدة وتبدو معقولة للسينما، يبدأ الخلاف الحاد عليها. لكن بينيت يعترف في الوقت نفسه بأن افلام شكسبير تحمل لغة شعرية جميلة وثيمات انسانية عالمية، تجعلها صالحة لكل الأوقات.