رجح السفير الأفغاني لدى مصر فضل الله فاضل أن تكون الخلافات بين زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر وأسامة بن لادن السبب في مغادرة الاخير معقله السابق في قندهار الى مدينة جلال اباد شرق افغانستان. وتوقع عودة ابن لادن مرة اخرى الى قندهار باعتباره "المكان الآمن والمناسب له". وجاء ذلك في وقت رفضت حركة "طالبان" ما نشر عن اجتماع مسؤوليها مع المنشق ابن لادن قبل بضعة ايام ووصفت هذه المعلومات بأنها "ملفقة". وكان السفير فضل الله الذي يمثل حكومة الرئيس المخلوع برهان الدين رباني، استبعد ما اعلنته الحركة عن اختفاء ابن لادن وتوقع ظهوره في غضون ايام. وقال: "ربما كانت مسرحية الاختفاء محاولة من طالبان لجس نبض الدول الكبرى خصوصاً واشنطن وللوقوف على توجهاتها بالنسبة للتعامل معها بعد اختفاء ابن لادن". وأوضح ان عدم الاعتراف الدولي بحركة "طالبان" يعود الى رعايتها للارهابيين ورفضها القبول بحل سلمي للمشكلة الافغانية واصرارها على الخيار العسكري الذي ثبت عدم جدواه وادى الى استمرار معاناة الشعب الافغاني. وأكد السفير الافغاني ان بن لادن لا يمكنه مغادرة الاراضي الخاضعة لسيطرة "طالبان" دون علمها خصوصاً في ضوء المصاهرة التي تربطه ومحمد عمر. ولفت الى ان ما تردد حول تقييد "طالبان" لحركة ابن لادن لا اساس له من الصحة ومجرد "دعاية إعلامية"، وقال: "معلوماتنا تؤكد انه يتحرك بحرية دون اي قيد، يرافقه حرس واتباعه المدججون بالسلاح". وفي المقابل اكدت "طالبان" امس انها تجهل مكان وجود ابن لادن. وأكد نائب وزير الداخلية في حكومة الحركة ملا خرقسر اخوند ان ابن لادن لم يطلعها على نواياه قبل ان يختفي مع العديد من افراد عائلته وقال: "هذا هو الشيء الذي يقلقنا. كان عليه ان يطلعنا على نواياه". واضاف: "لا نعرف اذا ما زال في افغانستان او انه غادر البلاد"، مذكراً ان رحيله تزامن مع اعلان "طالبان" فرضها قيوداً على نشاطاته.