أكدت مصادر أفغانية مطلعة ل "الحياة" أمس أن وفداً من قيادة حركة "طالبان" التقى قبل أيام أسامة بن لادن في جلال آباد شرق أفغانستان، وذلك في مسعى لإصلاح العلاقة التي توترت بين الجانبين إثر "رضوخ الحركة للضغوطات الأميركية والبريطانية بشأن إبعاده أو تسليمه". وكانت "طالبان" أعلنت عن اختفاء ابن لادن، وذهب مندوبها في الأممالمتحدة عبدالحكيم مجاهد إلى حد القول إنه لم يعد في مناطق الحركة. وأوضحت المصادر نفسها ان وفد "طالبان" ضم وزير الخارجية في حكومة الحركة ملا عبدالجليل أخند ورئيس الشؤون الإدارية في الوزارة ملا حفيظ الله اللذين عرضا على ابن لادن العودة إلى قندهار جنوب غربي أفغانستان حيث معقل الحركة ومقر اقامته الاول. وعزت المصادر التوجه الجديد لدى "طالبان" إلى قناعة الحركة بأن ابن لادن لن يغادر افغانستان، وأنه لن يكون في مقدورها الطلب منه ذلك. لذا فإن وجوده في معقل الحركة في قندهار، سيحد من تحركاته وسيقلص من الضغوط الدولية التي تمارس ضد الحركة بسبب تصريحاته المقلقة للأميركيين. وقال مقربون من ابن لادن إنه يشعر بالحرية في جلال آباد التي اعتاد عليها منذ أيام الجهاد في الثمانينات أكثر من قندهار، خصوصاً وهو يعيش بين مقاتلي القائد محمود الذين قاتل إلى جانبهم أيام الغزو الشيوعي لأفغانستان. وكان القائد محمود هو الذي عرفه على "طالبان"، خصوصاً أن ابن لادن لم يعتد على العيش مع الحركة إلا في السنوات الأخيرة، بينما قضى معظم وقته في أفغانستان مع المجاهدين في الشرق، وعرف أساليب حياتهم بخلاف المناطق في قندهار التي لم يزرها إلا بعدما طرد من السودان.