اكدت واشنطن حصول اضطرابات في الناصرية جنوبالعراق وأشار مسؤول اميركي الى "قمع" المعارضة في هذه المنطقة ونشر قوات. وفيما بدا ان السلطات العراقية استعادت سيطرتها على الأوضاع بعد مواجهات اندلعت اثر اعلان بغداد السبت الماضي نبأ اغتيال آية الله العظمى محمد الصدر في النجف، كشف ابن عم المرجع الشيعي البارز، حسين الصدر لپ"الحياة" ان نجلي الأول اللذين اغتيلا معه هما حجة الاسلام مصطفى الصدر والعلامة مؤمّل الصدر. راجع ص3 وتحول تجمع احتجاجي للتنديد باغتيال الصدر امام السفارة العراقية في طهران الى اعمال عنف، اذ هاجم المتظاهرون، الذين قدر عددهم بحوالى الف شخص مبنى البعثة الديبلوماسية العراقية، فأطلق حراس الأمن العراقيون النار في الهواء. وشهدت التظاهرة مواجهات مع قوات مكافحة الشغب الايرانية، علماً ان وزارة الداخلية الايرانية لم تمنح المحتجين اذناً بالتظاهر امام السفارة، لكنهم تخطوا الحاجز البشري الذي فرضه رجال الشرطة حولها، واستطاع بعضهم اقتحام مبناها. وكان معارضون عراقيون تجمعوا امام مبنى الأممالمتحدة وسط طهران، انضموا الى متظاهرين امام مقر السفارة، ورشق المتظاهرون مبنى البعثة بالحجارة وحاولوا اقتحام مبناها فاضطرت الشرطة الى تعزيز قواتها بعناصر من قوات مكافحة الشغب، التي لم تتأخر في التدخل بقوة، وحصلت مواجهات وأصيب اربعة اشخاص بجروح طفيفة، واعتقل أربعة آخرون اقتحموا السفارة. وسمع اطلاق نار من داخل المبنى، وذكر ديبلوماسي في السفارة ان ذلك "كان ضرورياً دفاعاً عن النفس وعن السيادة العراقية". وأفرج لاحقاً عن المعتقلين. والحادث يعد الأول من نوعه منذ اكثر من عشر سنين، اي منذ انتهاء الحرب العراقية - الايرانية، اذ لم يسبق ان نظمت المعارضة العراقية تحركاً مماثلاً أمام البعثة الديبلوماسية العراقية. واشنطن في واشنطن اكد مسؤول في ادارة الرئيس بيل كلينتون لپ"الحياة" وقوع اضطرابات في الناصرية، جنوبالعراق، لكنه اوضح ان هذه الاضطرابات لم تكن بالحجم الذي ذكرته الانباء. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان نظام الرئيس صدام حسين رد على الاضطرابات "بالطريقة المعروفة ونشر قوات في المنطقة". وأضاف انه اطلع على الانباء التي نقلها صحافيون تجولوا في الناصرية، والتي افادت عن عدم وجود اي اشارة الى حصول اضطرابات، ورأى ان ذلك يعني "ان العراقيين اتخذوا خطوات لقمع اي معارضة". وفي شأن المعلومات عن حصول اضطرابات في مدن اخرى عراقية، قال المسؤول الاميركي: "اطلعنا على تقارير عن نشاطات في ضواحي بغداد، لكننا لا نستطيع تأكيدها". وبدت السلطات العراقية امس مسيطرة على الأوضاع ونظمت زيارة للصحافيين الاجانب لمدينة الناصرية التي بدت هادئة وطبيعية، على رغم ان مصادر المعارضة العراقية تحدثت اول من امس عن خروجها عن سيطرة السلطات. ولم يستبعد وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف وجود "أيدٍ اميركية" وراء اغتيال آية الله محمد الصدر. وكانت مصادر في عمان أشارت الى ان الاضطرابات التي شهدتها بغداد ومدن في الجنوب "امتدت الأحد الماضي الى الرمادي، وأوقعت ضحايا". وأضافت ان "الرمادي وضعت عملياً تحت حصار الجيش". وكشف مدير المعهد الاسلامي في لندن السيد حسين الصدر، ان نجلي آية الله محمد الصدر اللذين اغتيلا معه هما حجة الاسلام مصطفى، والعلامة مؤمّل. وقال لپ"الحياة" ان "النجف باتت اشبه بثكنة عسكرية، ويمكن السلطة ان تطفئ شرارة الانتفاضة لكن الأوضاع ما زالت ملتهبة في محافظات العمارة والبصرة والناصرية". وذكر ان "ارسال الرئيس صدام حسين وفداً لحضور مجلس تأبيني للصدر هو محاولة لامتصاص النقمة وتبرئة بغداد من الجريمة". وعن جولة صحافيين في الناصرية امس، وورود معلومات عن اوضاع هادئة في المدينة قال حسين الصدر ان "السلطة تنتقي عادة الاوقات والأماكن التي تسمح للصحافيين بزيارتها، وتمنعهم من توجيه اسئلة الى المواطنين". وأقر "حزب الدعوة الاسلامية" بأن معلومات المعارضة عن المواجهات تفتقد الى الدليل الذي يؤكدها، وقالت مصادر الحزب ان "تصوير اشرطة فيديو مثلاً بمثابة مجازفة قد يدفع ثمنها المجاهدون في الداخل". وأشارت الى ان ما حصل "انتفاضة لا تشبه انتفاضة عام 1991، بل هي غليان شعبي واسع"، واعترفت بأن "اجهزة النظام استعادت مبنى محافظة الناصرية التي شهدت تمرداً، ويبدو ان السلطة تستعيد السيطرة على الوضع". وعن الصدامات في "مدينة الثورة" في بغداد قالت المصادر ان شهوداً وصلوا الى ايران اكدوا حصولها و"وقعت اشتباكات في الأعظمية في العاصمة الاثنين، ولكن لم يُعرف حجمها". وتحدثت ايضاً عن مواجهات في مدينة المشخاب جنوب النجف. وعزت مصادر اخرى امتداد الاضطرابات في جنوبالعراق الى وجود وكلاء لآية الله الصدر في انحاء المنطقة.