جدد العراق امس نفيه حصول اضطرابات بعد اغتيال المرجع الشيعي البارز آية الله محمد الصدر في النجف، فيما اكدت مصادر المعارضة استمرار المواجهات في العاصمة وفي جنوبالعراق خصوصاً مدينة الناصرية التي "خرجت عن سيطرة النظام". وقال مدير "وكالة الانباء العراقية" عدي الطائي ان الأنباء عن "ما يسمى اضطرابات في عدد من المحافظات في العراق هي نسج من الخيال". وأصدر "حزب الدعوة الاسلامية بياناً اكد استمرار الاشتباكات في بغداد والنجف والناصرية والبصرة والمشخاب والنعمانية وكربلاء. وأفاد البيان ان "المجاهدين تصدوا لمقر فرقة المثنى للحزب الحاكم في مدينة الثورة وقتل عدد من ضباط المخابرات عرف منهم العقيد محمد كامل شلوش والمقدم الركن مهدي جاسم العبيدي يعمل في التصنيع الحربي والملازم عبدالوهاب منصور التكريتي". وأكد ان "قوات النظام منعت المواطنين من دخول بغداد عند نقطة المحمودية، وطوقت مدن الثورة والكاظمية والشعلة والحرية بوحدات كبيرة من قوات الطوارئ وفدائيي صدام لمنع امتداد الاشتباكات الى وسط العاصمة". وأشار الى "استمرار الطوق العسكري حول النجف حيث اعتقل مئات"، وقصف الناصرية بالمدافع و"استقدام وحدات من الحرس الجمهوري بعدما عجزت وحدات الفيلق الثالث المتمركزة في المدينة من السيطرة عليها". وذكر البيان ان "المجاهدين تمكنوا من السيطرة على مدينة العمارة ليل أول من أمس بعد مواجهات دامية". وأضاف ان مدينة البصرة تشهد اشتباكات متفرقة. واعتبر السيد محمد بحر العلوم اغتيال آية الله محمد الصدر "خطوة في مخطط النظام الاجرامي لتفتيت كيان جامعة النجف الدينية، من خلال مسلسل اغتيال مراجع وعلماء الدين في العراق". وطالب بپ"تفعيل القرار 688 الذي يؤكد على حماية الشعب العراقي من انتهاكات حقوق الانسان"، وانشاء "لجنة لتقصي الحقائق لمتابعة ما يطاول الجامعة الدينية في النجف من قمع". وكرر الامام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان ادانته اغتيال الصدر ونجليه، وأصدر بياناً جاء فيه "ان اجراء تحقيق عادل في نطاق مظلة قانونية حقوقية عربية - اسلامية يكشف عن الحقيقة في شأن هذه الجرائم، هو وحده المدخل لاقرار العدالة، وللحيلولة دون الزج بالوضع العراقي في دوامة المساومات الدولية والتدخل الخارجي تحت خيار حماية الاقليات، وهو ما تعمل له بعض الجهات بحسن نية او بسوء نية". واستنكر النائب اللبناني عبدالله قصير من "حزب الله" ما تتعرض له المراجع الدينية في العراق، واعتبر "اغتيال آية الله الصدر طعنة كبيرة للمرجعية في النجف". كما استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط "جريمة اغتيال المرجع الديني الكبير" ورأى فيها "مؤشراً جديداً الى خطورة الوضع داخل العراق، ودليلاً اضافياً على ما ينتظر هذا البلد من مؤامرات ومخططات تهدد مستقبله، وتؤثر تأثيراً مباشراً في الوضع في المنطقة العربية". ونددت مؤسسة "دار الاسلام" بپ"الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام العراقي" وعزت ذلك الى مواقف الصدر "الشجاعة وتحديه العلني للنظام". وحمّلت "الكتلة الاسلامية في العراق" بغداد مسؤولية اغتيال الصدر ونجليه، فيما اعتبر "المجلس العالمي لشؤون الامامية" ان الاغتيال "يستهدف القضاء على الحوزة العلمية في العراق لتفريغه من جامعاته ورموزه الدينية". وناشد المجلس، في بيان تلقته "الحياة" المجتمع الدولي "لتأمين الحماية الكاملة للحوزة" العلمية. مدرسي وناشد الأمين العام لپ"منظمة العمل الاسلامي في العراق" السيد محمد تقي مدرسي رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي الرئيس محمد خاتمي والأمين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد والأمين العام للأمم لمتحدة كوفي انان "التدخل لمنع النظام من قمع الجماهير ووضع حد للمذابح في المدن الجنوبية". وتوقعت "الحركة الملكية الدستورية" ان "تتحول المواجهات الحالية الى انتفاضة في كل المحافظات" خصوصاً بعدما "سيطرت الجماهير على مدينة الناصرية". وأشارت الأمانة العامة لپ"الحركة الوطنية لثوار الانتفاضة" الى تواصل الاشتباكات في انحاء العراق، وأكدت، في بيان تلقته "الحياة" ان "الأوضاع في الجنوب خرجت عن سيطرة النظام، لا سيما في مدينة الناصرية وبعض مناطق البصرة والعمارة". وذكر ان بعض "صفوف القوات المسلحة شهدت حالاً من التذمر مما دفع النظام الى الاستعانة بفدائيي صدام". اعتصامات في لندن وفي اطار الاحتجاجات التي شهدتها لندن اثر اغتيال الصدر، نظم تجمع في "هايد بارك" اول من امس، تحدث فيه ابن عم المرجع الشيعي السيد حسين الصدر بالاضافة الى الشيخ محمد باقر الناصري والدكتور حيدر عباس حزب الدعوة والدكتور مبدر الويس التيار القومي وعبدالرزاق الصافي شيوعي. كما نظمت تظاهرة امس امام مقر الأممالمتحدة وسلم وفد احد المسؤولين مذكرة تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بپ"التدخل لوقف انتهاكات حقوق الانسان، وتطبيق القرار 688". وينظم اليوم اعتصام امام مقر رئاسة الوزراء البريطانية، وآخر امام مجلس العموم غداً، والخميس امام السفارة الاميركية، والجمعة اعتصام آخر امام السفارة الفرنسية. وستقيم اسرة الصدر مجلس تأبين السبت المقبل بعد تظاهرة، وسيشارك فيه كل تنظيمات المعارضة العراقية في لندن.