وصف إمام الجالية اللبنانية في ساحل العاج الشيخ عبدالمنعم قبيسي الذي وصل ليل اول من امس مع اول دفعة من اللبنانيين الهاربين من سييراليون الى بيروت، عبر كوناكري، الحال التي عاشوها بأنها "صعبة جداً قياساً الى ما حدث لهم سابقاً". وقال في اتصال مع "الحياة" ان "التداعيات السريعة للاحداث التي حصلت فجأة لم تتح الفرصة للبنانيين بأخذ اي اجراء وقائي، فالاتصالات والكهرباء انقطعت فجأة وفقد الناس التواصل في ما بينهم، ونفد الطعام وصعب البقاء داخل المنازل نتيجة اقتحامها في صورة متلاحقة، الامر الذي اضطرهم الى مغادرتها". وروى عن حالات رعب شهدها اللبنانيون "اذ كان المهاجمون ذوو الملامح السمر والبيض عندما يدخلون المنازل يبادرون السكان بالسؤال عن جوازات سفرهم. وبعد الاستيلاء عليها يطلبون المال فيعطى لهم، ثم يدخل مهاجمون جدد، واذا لم يحصلوا على مبتغاهم يجبرون من يملك محال على الذهاب معهم وفتحها وسرقة ما فيها ثم تأتي فرقة اخرى، واذا لم تجد شيئاً، تطلق النار ارهاباً وتشبع افراد العائلات ضرباً، حتى ان بعض اللبنانيين تعرض للتعذيب ومن ثم القتل بدم بارد، من مثل مصطفى أمين خليل الذي عذب وفقئت عيناه وقطعت اطرافه". ونقل عمن غادروا سييراليون ان "شوارعها امتلأت بجثث تنهشها الغربان، وأنهم وصلوا الى غابات ضاعوا فيها اياماً، واستخدم الثوار بعضهم في طهو الطعام". وأشار الى ان "الهاربين كانوا يصلون الى جزيرة بعد الغابة، فيها طائرتان يملكهما لبناني اسمه أبو درويش الخازن بحراسة الجيش للحماية، احداهما من دون ابواب، كانتا تقلاّنهم الى فريتاون فكوناكري. وقد دفع اللبنانيون ضريبة حرب داخلية استفيد منها لأهداف استراتيجية ضد اللبنانيين". وقال ان "الجالية اللبنانية في كوناكري استضافت الهاربين اياماً عدة وشكلت لجنة طوارئ". وأسف "لأن الخارجية اللبنانية لم تردّ على طلبات لنقل لبنانيي سييراليون الى بيروت"، منوّهاً "بتقديم الشيخ محفوظ وهو سعودي طائرة يملكها لهم"، وبالجالية في كوناكري التي قدّمت 75 ألف دولار للرحلة.