أخذ الهدوء يخيم على العاصمة السييراليونية فريتاون، بينما لا يزال الغموض يسيطر على المدن الرئيسية الأخرى، لا سيما بو التي تشهد اشتباكات متقطعة. وفي حين تمت تسمية أعضاء اللجنة الخاصة لتنظيم عودة اللبنانيين إلى سييراليون، عُلم ان الرئيس أحمد تيجان كباح الموجود في كوناكري، ارسل نائبه الدكتور جو دانبي وبعض مساعديه إلى فريتاون وكلفه إدارة شؤون البلاد وتحضير الأجواء لعودة الرئيس كباح. وكشفت مصادر الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم، أسماء أعضاء "لجنة العودة" وهم من خارج سييراليون: أحمد ناصر ونجيب زهر وجميل سعيد الرئيس العالمي الفخري للجامعة، وعلي سعادة وعبدالإله ناصر وعارف حلاوي. ومن داخل سييراليون: حسين جواد وعادل الملا وأديب حويك وزهير قدسي وسمير حسنية والدكتور محمد بنصور. وذكر السيد ناصر ان اللجنة ستنسق عملها مع وزارتي المغتربين والخارجية. وفي فريتاون، أفاد الحاج حسين جواد، المكلف إدارة شؤون اللبنانيين في سييراليون، ان القوات الغرب افريقية، بقيادة نيجيريا، نجحت في وقف التعديات والسرقات التي تعرضت لها العاصمة، خصوصاً بيوت اللبنانيين ومكاتبهم ومحلاتهم. وذكر "ان اتصالات لبنانية مع الحكومة النيجيرية أسفرت عن إصدار تعليمات إلى القوات النيجيرية في فريتاون للمحافظة على أمن اللبنانيين وممتلكاتهم". وأكد ان اتصالات جرت مع الرئيس المنتخب تيجان كباح في كوناكري لبذل جهوده للحفاظ على اللبنانيين في مدينة بو، خصوصاً أن له سلطة رسمية على الصيادين الكاماجورا. وأعرب جواد عن "شكر الجالية اللبنانية دول غرب افريقيا، لا سيما الحكومة النيجيرية، لجهودهم في إعادة الاستقرار إلى سييراليون ووقف التحديات على اللبنانيين". يذكر ان السفير اللبناني في سييراليون محمد ديب كان غادر فريتاون بعد الانقلاب العسكري، بعدما أمّن سفر اللبنانيين الذين لجأوا إلى السفارة اللبنانية في فريتاون اثر تدهور الأوضاع الأمنية. وكان ديب غادر إلى بيروت مع قرار سحب كل الدول سفراءها من فريتاون احتجاجاً على الانقلاب العسكري، في خطوة وُصفت بأنها للتعبير عن عدم الاعتراف بالنظام الجديد. وفي مدينة بو لا يزال الوضع غامضاً، إذ يتناوب السيطرة على المدينة المسلحون الموالون للانقلابيين والصيادون الكاماجورا. وذكرت المصادر إلى "الحياة" ان القتال هناك يدور بين كر وفر، من دون أن يسيطر طرف على المدينة. يذكر ان اللبنانيين الباقين في بو، الذين يقدر عددهم ب 50 شخصاً، تجمعوا في بيتين، إلا أن الاتصال معهم انقطع منذ 5 أيام. وكانت مجموعة من 43 لبنانياً وصلت السبت إلى منروفيا، تلتها مجموعة من 8 أشخاص وصلت أول من أمس، هرباً من مدينة كنما 50 ميلاً عن الحدود الليبيرية، وكانت المجموعتان وصلت إلى داخل الحدود الليبيرية سيراً على الأقدام، قامت بعدها طائرتا هليكوبتر، استأجرهما لبنانيون، بنقلهم إلى منروفيا. وتؤكد المصادر أن حوالى مئة لبناني ما زالوا في كنما انقطع الاتصال معهم ولا يعرف مصيرهم. ويقول اللاجئون من هذه المدينة إنه لا خسائر في الأرواح بين اللبنانيين، إلا أن بيوتهم ومكاتبهم ومحلاتهم تعرضت للنهب والسرقة. كما وصلت الاثنين مجموعة من 58 لبنانياً إلى كوناكري هرباً من مدينة صفدو الغنية بالألماس. توقيف عسكريين فارين إلى ذلك أ ف ب، أعلنت اذاعة سييراليون أمس أن خمسة مسؤولين في المجموعة العسكرية التي طردت من فريتاون نهاية الأسبوع الماضي أوقفوا خلال الأسبوع الجاري، بينهم ثلاثة تم اعتراضهم على الحدود الغينية. وأوضحت الاذاعة ان رئيس أركان الجيش الكولونيل صموئيل وليامز ووزير العمل السابق في المجموعة الحاكمة الكولونيل سابا كامارا وضابط ثالث هو اللفتنانت باندا، اوقفوا في مدينة باميلاب الحدودية الثلثاء وهم معتقلون حالياً في غينيا بانتظار إعادتهم إلى فريتاون. وأضافت الاذاعة انه تم أيضاً اعتقال ضابطين آخرين هما الكولونيل المتقاعد ماكس كانغا والكومندان حميد بانغورا في فريتاون. من جهة اخرى أعلنت اذاعة سيراليون الوطنية امس ان صيادين في كوناكريدي، على بعد اربعين كيلومتراً شمال فريتاون، عثروا على جثث 140 شخصاً قضوا في حادث غرق سفينة في المحيط الاطلسي، في حين اعتبر باقي الركاب المائتين مفقوداً. ووقع الحادث قبل خمسة ايام، إلا ان الفوضى التي تسود غرب سيراليون، بعد اطاحة المجموعة العسكرية الحاكمة في فريتاون، حالت دون بث النبأ قبل الآن.