شهدت فرنسا ولادة عملاق مصرفي جديد بعدما أعلن المصرفان الفرنسيان "سوسييتيه جنرال" و"باريبا" أمس الاثنين انهما سيندمجان، في خطوة أخرى على طريق إعادة تنظيم قطاع الخدمات المالية في أوروبا. وستحتل المجموعة التي ستنبثق عن الاندماج وتحمل اسم "اس جي باريبا" المرتبة الأولى بين المصارف الفرنسية والمرتبة الثانية بين المصارف الأوروبية بعد مصرف "دويتشه بنك" الألماني، والمرتبة الرابعة بين المصارف العالمية من حيث حقوق المساهمين عند 21 بليون يورو نحو 23.9 بليون دولار أميركي. وستبلغ قيمة الصفقة بين المجموعة المصرفية "سوسييتيه جنرال" والبنك الاستثماري "باريبا" نحو 15.1 بليون يورو نحو 17.2 بليون دولار. وتقرر اسناد رئاسة المجموعة الجديدة الى رئيس مجلس ادارة "باريبا" اندريه ليفي - لانغ حتى سنة 2002، حيث يخلفه بعدها رئيس مجلس ادارة "سوسييتيه جنرال" دانيال بوتون الذي سيشغل في غضون ذلك منصب نائب رئيس المجموعة الجديدة. وعن اجراءات الاندماج، ذكر بيان مشترك صدر عن المصرفين ان "سوسييتيه جنرال" تعتزم شراء كافة أسهم "باريبا" "بعد عملية تقويم تقرر في اطارها ان كل ثمانية أسهم من "باريبا" تعادل خمسة أسهم من "سوسييتيه جنرال"". وقال "باريبا" ان العرض يمثل ربحاً يبلغ نحو 17 في المئة لمساهميه. وقال البيان ان عملية الاندماج ستبدأ في 9 الشهر الجاري وتنتهي في 16 آذار مارس المقبل، فيما تم تعليق التداول بأسهم المصرفين في البورصة. وبلغ حجم أعمال المصرفين عام 1998 نحو 4 آلاف بليون فرنك، وحققا نحو 12 بليون فرنك من الأرباح. وأشار البيان الى ان الهدف الذي ستعمل المجموعة الجديدة على تحقيقه يقضي برفع قيمة الأرباح على كل سهم من أسهمها بنسبة 15 في المئة سنوياً. في غضون ذلك، اعلن المساهمان الرئيسيان في "باريبا" وهما "شركة اكسا" AXA الفرنسية للتأمين ونظيرتها الألمانية "اليانز"، موافقتهما على عملية الاندماج، ما يجعل من الشركة الالمانية المساهمة أيضاً في "سوسييتيه جنرال"، المساهم الرئيسي في المجموعة الجديدة. وفور الاعلان عن العملية، بادر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الترحيب بالاندماج الذي قال انه "يندرج في اطار الجهود التي ينبغي ان يقوم بها القطاع المصرفي الفرنسي لتعزيز وتجميع أطره". كما رحب وزير المال دومينيك شتروس - كان، بولادة العملاق الجديد. وقال ان "من شأنه اضفاء ديناميكية أكبر على العملة الأوروبية الموحدة، اليورو". وعلى رغم هذا الترحيب، إلا أن اعلان اندماج المصرفين فاجأ المسؤولين الماليين والأوساط المالية في فرنسا. اذ أنه عكس تعديلاً استراتيجياً جذرياً لدى "باريبا"، الذي كان يعارض باستمرار أي تقارب بينه وبين أي مصرف فرنسي كبير.