لم يستبعد لبنان ان تقدم اسرائيل على عمل عدواني ضده، معتبراً ان الولاياتالمتحدة وحدها يمكنها الحؤول دونه. وجارته في توقعه هذا سورية، في وقت اثار رسمياً قضية المبعدين اللبنانيين من الشريط الحدودي المحتل، وشهد الجنوب امس توتراً طاول ايضاً قرى قريبة من بلدة جزين. فقد اكد رئيس الجمهورية إميل لحود "الحرص على بذل اقصى الجهد والمساعي الديبلوماسية لإعادة المبعدين من اهالي الشريط الحدودي المحتل الى قراهم ومنازلهم"، مشدداً على "اهمية هذا الموضوع لأن عودتهم في اسرع وقت ممكن ستطمئن المواطنين المتشبثين بأرضهم وتشعرهم ان الدولة تقف معهم في مواجهة الاحتلال". وقال رئيس الحكومة سليم الحص في تصريح الى "وكالة فرانس برس" تعليقاً على ما اوردته اول من امس صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان "ليس هناك من يقدر على الحؤول دون ان تطاول الاعتداءات الاسرائيلية البنى التحتية في لبنان من ماء وكهرباء وطرق غير اميركا لما تتمتع به من نفوذ وما تملك من امكانات". واضاف "لا نسقط من حسابنا ان تقدم اسرائيل على عمل عدواني ضد لبنان في اي لحظة، خصوصاً ان الاحتلال الاسرائيلي لجنوبلبنان صار من المواضيع الاساسية التي تشغل المجتمع الاسرائيلي وتتصدر القضايا التي يركز عليها في الحملة الانتخابية". وفي هذا الاطار لم تستبعد سورية شن اسرائيل عدواناً واسعاً على لبنان مع بداية الحملة الانتخابية الاسرائيلية. ورأت ان تصريحات رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو "تؤشر الى ذلك"، وربطت صحيفة "البعث" بين التصعيد الحاصل وما حدث عام 1996 عندما تقرر اجراء انتخابات مبكرة وكان حزب العمل في الحكم. وكان الحص قال، في كلمة في افتتاح مركز العلوم الرياضية المتقدمة في الجامعة الاميركية في بيروت اقيم في فندق "البستان" بيت مري امس، ان "اللبناني لا يمكنه ان يتفهم او يتقبل منطق المكيالين الذي يهيمن على نظرة المجتمع الدولي لمصير المنطقة ومشكلاتها". وأوضح ان "المجتمع الدولي رفع شعار الحرية والعدالة وحقوق الانسان والشرعية، وحتى الآن لا تزال القوى الكبرى غير مكترثة وصامتة حيال الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الاراضي اللبنانية على رغم وجود قرار صادر قبل عشرين عاماً الرقم 425 عن مجلس الامن الدولي يقضي بالانسحاب الفوري من دون قيد او شرط للقوات الاسرائيلية من كل الاراضي اللبنانيةالمحتلة". وأضاف "في الوقت نفسه لا تزال عشرات الآلاف من العائلات اللبنانية مجبرة على البقاء بعيداً عن منازلها ولا تزال عائلات اخرى مجبرة على ان تدفع الثمن الباهظ للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وكل ذلك يتم في وقت تُطبق قرارات اخرى لمجلس الامن متعلقة بدول اخرى في المنطقة بحذافيرها وفي شدة وتشن الحروب باسم تطبيق هذه القرارات". ورأى ان اللبنانيون "يجدون انفسهم في العام 1999 في وضع ملتبس، فمن جهة نحتفل بإعلان منظمة "يونسكو" بيروت عاصمة ثقافة للعالم العربي "ومن جهة ثانية نواجه احتلال اسرائيل المستمر لأرضنا منذ عقدين من الزمن، وعلى اي حال اننا ملتزمون في صورة رئيسية مسيرة السلام على امل ان نبلغ يوماً ما بتلازمنا مع سورية حلاً عادلاً ومحقاً، وهذا الامر ممكن التحقيق اذا تخلت اسرائيل عن تعنتها وعندما تقرر ذلك، واننا نأمل ان تسود مبادئ العدالة والشرعية ذات يوم في عالم يمجد الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان". وأعلن النائب عمار الموسوي حزب الله، بعد لقاء الحص، أن الوضع في الجنوب "حذر"، معرباً عن قلقه من "امكان قيام العدو بمحاولات لاستخدام لبنان اداة في الانتخابات المبكرة". وناشد وزير الاعلام أنور الخليل في مؤتمر صحافي حضره المبعدون المنظمات والهيئات الدولية وجمعيات حقوق الانسان في العالم "التدخل والضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها القمعية". وأشار الى ان "الاطماع الاسرائيلية في لبنان واضحة وقد ترجتمها باعتداءات متكررة على ارضنا وأهلنا منذ اوائل الاربعينات وكلنا يذكر في العام 1967 كيف وضعت يدها تباعاً على مزارع شبعا التي تبلغ مساحتها نحو 25 كيلومتراً مربعاً وتضم 1075 منزلاً لنحو 1200 عائلة". واعتبر ان "حصار شبعا اليوم من ابشع الانتهاكات التي يقترفها العدو لأنه عقاب جماعي غير مشروع وتعدٍ سافر على حقوق المدنيين التي حفظتها النصوص والمواثيق الدولية". الى ذلك، اجتمعت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في جنوبلبنان المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل امس للنظر في 14 شكوى ثمان لبنانية وست اسرائيلية. وتوقعت مصادر مواكبة للجنة في صور ان يطول الاجتماع لكثرة عدد الشكاوى ولأهمية معظمها. ولم تر اي جديد في الشكاوى الاسرائيلية التي سبق للجنة ان درست عشرات مماثلة. وأعلنت بعثة أوروبا في "مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني - اللبناني" انها اجرت سلسلة اتصالات مع منظمات حقوق الانسان العالمية والهيئات الانسانية المعنية في أوروبا في شأن ابعاد 25 مواطناً من بلدة شبعا لإثارة الانتباه الى هذه المسألة التي تخالف الشرائع الدولية وحق الانسان في الاقامة في اي مكان يريده". ودانت لجنة حقوق الانسان النيابية عمليات الابعاد وجرف المنازل التي تقوم بها قوات الاحتلال في الجنوب. وفي الاعتداءات قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي قبل ظهر امس ثكنة الجيش المهجورة وقصر غندور في النبطية الفوقا. وترافق القصف مع تحليق لطائرات حربية اسرائيلية في اجواء النبطية واقليم التفاح على علو مخفوض، وتنفيذ غارات وهمية. وقرابة الثانية قصفت القوات الاسرائيلية بمدافع الميدان من عيار 155 ملم اطراف يحمر ومزرعة الحمرا وحمى أرنون وزوطر الشرقية ومجرى نهر الليطاني. وأعلنت "المقاومة الاسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" مهاجمة موقع سجد، وتحدثت عن تحقيق اصابات. وبعد ظهر أمس، تدهور الوضع الأمني على محاور منطقة جزين ونفّذ "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، عمليات قصف وتمشيط طاولت أودية وأحراجاً ومداخل قرى على الطرف الغربي لجزين. واستهدفت المنطقة الواقعة بين صفاريه وكفرفالوس بقذائف متقطعة، ثم بأخرى مركّزة خلال نصف ساعة سقطت في محيط مخفر درك صفاريه ومحيط منشآت الحريري في كفرفالوس نزولاً إلى وادي بسري وريمات وشقاديف. ثم عنفت حدة القصف بمعدل قذيفة في الدقيقة وشوهدت سحب دخان تتصاعد من المناطق المحيطة بروم والحمصية وتردد أصداء إنفجارات القذائف في أجواء صيدا. وأفادت مصادر في جزين ان المنطقة شهدت تبادلاً للقصف بعد تعرض روم لقصف مدفعي مركّز بقي مصدره مجهولاً وخلّف أضراراً مادية جسيمة. وإذ تحدثت معلومات عن عبوة ناسفة استهدفت دورية ل"الجنوبي" في البلدة وأدت إلى سقوط قتيل وجريح، نفت مصادر اخرى حصول العملية. وأعلنت قيادة "الجنوبي" أن قذائف مدفعية استهدفت روم، فاضطرت إلى الرد على مصادر القصف من مواقع مدفعيتها في جزين وجوارها. وعصراً شنّت طائرات حربية إسرائيلية 5 غارات على سجد والجبل الرفيع في اقليم التفاح.