يحلو لبعض الفنانين النجوم الحديث عن نشاطهم الموازي لاعمالهم التي تسلّط عليها الاضواء، ومنهم من زاول الرياضة وبرع في فنونها أو كان مطلعاً على تفاصيل اخبارها وشؤونها... والممثل المصري المعروف نور الشريف من هذه المجموعة، فقد زاول كرة القدم، لكن لعبة البلياردو خطفته فباتت شغله الشاغل في أوقات فراغه وملازمة برنامجه اليومي، كما أوضح ل "الحياة". وهو حضر منذ فترة الى بيروت وحلّ ضيف شرف على منظمي احدى بطولات البلياردو. يقول نور الشريف، بتواضع، انه ليس ضليعاً جداً في لعبة البلياردو التي يهواها والتي تقسم الى ثلاثة انواع: البلياردو الفرنسي 3 كرات الذي يرى انه أساس اللعبة واكثر الانواع صعوبة، والبول وهي لعبة مسلية وجذابة بالنسبة الى الشباب خصوصاً، والسنوكر وهي اللعبة الوحيدة التي لا نهاية أو سقف لاحتمالاتها."وفي كل مرة أشاهد أو أتابع مباراة عالمية أكتشف ان لا نهاية لآفاقها، والا لكان احتكر عرشها من بلغ مرحلة تحقيق بطولة العالم". مدمن السنوكر بدأ الفنان نور الشريف مزاولة البلياردو في ميدان السيدة زينب حيث كان يوجد مقهى وفيه طاولتان للعبة، واحدة للاسلوب الفرنسي واخرى للسنوكر "وشجّعني على ذلك ان مدافع الزمالك يكن الكبير الذي كان يزاول البلياردو في فترة بعد الظهر مع حنفي بسطان، وكان هناك نادي ريفولي أشهر أندية اللعبة في مصر، ولا يزال... لما دخلت معهد التمثيل وتعرّفت على هذا النادي بدأت في ارتياده، وكان النجوم رشدي أباظه وعمر الشريف واحمد رمزي من رواده شبه الدائمين وكنت أتحمّس لزيارته كي التقيهم... الارمني دافيد كان يدرب هناك واعتقد ان ثلاثة ارباع ابطال مصر تخرّجوا على يديه... بعد ذلك اصبحت نوادي البلياردو قاعات ضمن الاندية الرياضية مثل الاهلي والزمالك والصيد، ومنذ نحو ستة اعوام تقريباً بدأت تفتح صالات خاصة للعبة ورحت أتدرب على يدي المدرب محمد عبداللطيف، أحد ابطال مصر الكبار، مع مجموعة من الاصدقاء من المسرحيين والممثلين والاطباء ورجال الاعمال... وهكذا بدأت اللعبة تنتشر عبر هذه الصالات الجديدة ومنذ ذلك الوقت صرت مدمناً على هذه اللعبة. ويزاول نور الشريف اللعبة حالياً بمعدل ساعتين بحد ادنى في اليوم الواحد واربع ساعات بحد اقصى "انها لعبة ساحرة ولا تبدو بعيدة عن الرياضة البدنية والذهنية لكثرة الحركة خلال ممارستها ولشدة التركيز. ويلفت نور الشريف الى ان عاملين كثراً في الوسط الفني يزاولون هذه الرياضة، بعضهم من الجنس اللطيف مثل سماح أنور، التي تقدم اداء لافتاً البول، والوجه الجديد كمال ابو ريا السنوكر ومحمود حميده "الذي يفوقني مستوى، فهو لاعب قديم ومتمرّس وكان مسجلاً في اتحاد البلياردو". نوع من العلاج ويرى نور الشريف ان البلياردو - خصوصاً السنوكر - نوع من العلاج لمن يتعين عليهم بذل الجهد والتركيز الدائمين في عملهم "يمكن ان يشعر المرء بعصبية اذا هُزم لكنه اثناء اللعب يمتص كل التوتر، ولو كانت السنوكر لعبة غير جيدة لما بحث في ادراجها ضمن برنامج الألعاب الاولمبية سنة 2004". ويضيف نور الشريف "أتضايق عندما أتواجد في بلدٍ ما ولا تتوافر طاولة سنوكر لأزاول هوايتي... في فرنسا لم أجد الا طاولة في مكان بعيد قليلاً عن جادة الشانزيليزيه خلافاً لانكلترا المتميزة بتوافر طاولات السنوكر وبكثرة". ويتابع نور الشريف يومياً برامج القنوات الفضائية الرياضية ليطّلع على مواعيد المباريات الدولية "لدرجة ان زوجتي بوسي باتت مدمنة بدورها على مشاهدة هذه المباريات. راحت في البداية تستعلم عن سبب تحريك الكرات وفق الطريقة المعتمدة فرحت أشرح لها قواعد اللعبة... استعير شرائط فيديو من محمد عبداللطيف، وكلنا نحن هواة السنوكر نتبادل الأشرطة والكتب احياناً. احد اصدقائنا يتدرب بواسطة الكومبيوتر وقد حفظ غيباً نسب الزوايا ومن خلالها اتجاهات الكرة". ويشارك عدد من الفنانين في بعض الدورات الودية للعبة "العام الماضي خلال الدورة الرمضانية، أوقعتني القرعة في مواجهة امين سر اتحاد البلياردو، وهو لاعب جيد فخرجت من الدور الاول". ونور الشريف من هواة كرة القدم وقد زاولها وهو شبل في الزمالك، لكن هل سلبته السنوكر حبه الاول؟ يجيب "اعتزلت كرة القدم منذ مدة طويلة، واعترف ان السنوكر اثّر على متابعتي لاخبار اللعبة الشعبية الاولى... وفي المناسبة من الصعب ان يشعر من لم يزاول السنوكر بما أقول. أحياناً أحلم بضربة معينة أو بمباراة وانا نائم، ولم أتمكن خلالها من انزل كرة في الفجوة، يطاردني ذلك في خيالي... وفي اليوم الثاني إحاول تنفيذ ما حلمت به". أما سلبيات اللعبة فيراها نور الشريف في ارتفاع سعر ايجار الطاولة مدة ساعة "والمطلوب الاكثار من القاعات والطاولات ليتدنى المصروف، حتى اني أشعر في بعض الاوقات انني أنفق عليها زيادة عن اللزوم 4 ساعات تساوي مئة جنيه... علماً ان من لا يتدرب يومياً، يصعب عليه التقدم". أهلاوي وزملكاوي ويجمع نور الشريف بين عضويتي الاهلي والزمالك. كان الاهلاويون يحبونه جداً ويعيّرونه "عيبك الوحيد انك زملكاوي"... وهو يقول "لذا أحببت ان اثبت لهم اني غير متعصب فانضممت الى الاهلي. وفي المناسبة الممثلون الاهلاويون جميعهم من اصحابي: صلاح السعدني اهلاوي فظيع وايضاً مصطفى متولي... حين يخسر الزمالك يتعمدون اغاظتي عبر اتصال هاتفي". ويكشف نور الشريف عن فكرة فيلم يسعى الى تمثيله يُدخل فيه مشاهد عن مزاولة السنوكر: "قالوا لي عن فيلم أميركي، لكني لم اعد احب الاقتباس. افكّر بوضع مشاهد في الافلام المقبلة حتى أجد قصة يكون البلياردو جزءاً رئيسياً في احداثها".