يقول الخبراء الآن ان حذف اشارة " فقط سبب خطأ مرتبطاً بالوقت في أسرة برامج ويندوز التشغيلية التي تنتجها شركة مايكروسوفت والتي ستطرح في الأسواق في الأول من نيسان ابريل عام 2001، وكأن الهلع من احتمال تعطل أجهزة الكومبيوتر في بدء العام 2000 لا يكفي! وظهر في الأخير ان توقيت الاعلان عن وجود هذا الخطأ لا علاقة له بكذبة الأول من نيسان ابريل، بل له علاقة بخطأ تم ارتكابه في حساب بدء وقت التوفير الخاص بضوء النهار الطبيعي. ويجعل هذا الفيروس تطبيقات ويندوز تعمل وكأنها تسبق الوقت الصحيح، البارز على ساعة ويندوز، بساعة واحدة. وستبقى هذه المشكلة ماثلة لفترة اسبوع أي الى الثامن من نيسان ابريل 2001 عندما تتحول التطبيقات الى توقيت ضوء النهار وتصبح مرة أخرى متجانسة مع نظام التشغيل ومع الأميركيين كافة. وتم اكتشاف الفيروس، الذي يؤثر على البرامج التي يسيِّرها ويندوز 95 وويندوز 98 وان تي، بفضل يقظة مبرمج من مساتشوسيتس. وأكدت شركة مايكروسوفت على وجوده الاثنين الماضي. وهذا الخطأ لا يشكل تهديداً مماثلاً لتهديد مشاكل العام 2000 لكنه قد يصبح ذا أهمية بالنسبة الى البرامج التي تتطلب معلومات دقيقة جداً عن الوقت. ومن مصادر ازعاج هذا الخطأ المحتملة، على سبيل المثال، صدور أصوات انذار غير دقيقة في الفنادق التي تتبنى أنظمة ايقاظ النزلاء الراغبين في ذلك من نومهم، وهي الأنظمة التي عادة ما تسبب دق جرس الهاتف، الخاص بالنازل النائم، عند طلبه المسبَّق. ويقول ريتشارد سميث، رئيس شركة فارلاب سوفتوير، والمبرمج الذي اكتشف الخطأ ونشره في لائحة فيروسات البرامج الاسبوع الماضي: "ماذا يحدث في فندق عندما لا يرن جرس الايقاظ من النوم بالنسبة الى خمسين نزيلاً؟ وأنا أدعو القارئ الى ضرب هذا الرقم بعشرة آلاف فندق، وسيكون الجواب على السؤال ان عدداً كبيراً جداً من الناس سيغضب". ويكمن الخطأ في "مكتبة ربط ديناميكي" وهو نوع من الاضبارات ينتهي بنقطة تتبعها الأحرف DLL. وتتضمن مكتبات من هذا القبيل، بالنظر الى الطريقة التي بنيت فيها أنظمة ويندوز، تعليمات ومعلومات يشارك فيها عدد من البرامج المختلفة المكتوبة لتشغَّل في أنظمة ويندوز. ولن يؤثر البرنامج كثيراً على معظم مستخدميه من الأفراد العاديين، على حد ما يتكهن به سميث، الذي يقول مع ذلك ان "المؤسسات المالية مثل المصارف والوسطاء ومواقع التجارة الالكترونية ستهتم كثيراً بهذا الفيروس لأن مؤسسات من هذا القبيل تحتاج الى سجلات دقيقة لكل الصفقات وذلك لكي تكون حساباتها دقيقة". ويضيف سميث ان هذا الفيروس سيسبب صداعاً كبيراً وسيتطلب انفاقاً اضافياً كبيراً. وفي تقدير سميث على رغم أن أحداً لا يعرف مدى ما ستكون عليه نتائج وجود هذا الفيروس، ان بين 40 و50 مليون جهاز كومبيوتر قد تتأثر سلبياً بهذا الفيروس. ويضيف سميث ان الخطأ يتأتى من أن الأول من نيسان ابريل 2001 هو يوم أحد وهو ما شوَّش على عدِّ طفيف في اضبارة المكتبة التي تتأكد من بدء الوقت الذي يبزغ فيه ضوء النهار. ويستطرد سميث فيقول ان المكتبة تتضمن الرمز الذي يعني "أقل من" بينما كان المفترض ان تتضمن الرمز الذي يعني "أقل من أو تعادل"، ما يسبب تأخيراً مدته اسبوع كامل في الاشارة الى بدء الوقت الذي يبزغ فيه ضوء النهار. والى ذلك كله يقول سميث ان الفحص الأولي الذي أجراه لأنظمة تشغيل أخرى أشار الى أن الفيروس لم يظهر في برنامج التشغيل سولاريس الذي تنتجه شركة صن مايكروسستمز انك، وانه يبدو ان الفيروس صُلِّح أو صُحح في نظام اختباري أو تجريبي لويندوز 2000. ويقول سميث انه لا يملك معلومات عن نظام ماك او اس الذي تنتجه شركة أبل. وفي معظم الحالات في وسع المتضرر أن يحل المشكلة من طريق الحصول على نسخة جديدة سوية من المكتبة غير السوية، على حد ما يقول سميث الذي يضيف ان بعض البرامج، في بعض الحالات، لا يمكن تصحيحه من طريق استبدال المكتبة فقط وهي مكتبة MSVCRT.DLL. فبعض التطبيقات الذي يعتمد على هذه المكتبة قد يحتاج الى اصلاح مستقل يقوم به مطوِّر البرنامج الأساسي.