ردت واشنطن على تهديدات الرئيس العراقي صدام حسين باستهداف الأماكن التي تنطلق منها الطائرات الاميركية والبريطانية، محذرة من ان تنفيذ اي من هذه التهديدات سيواجه بعواقب وخيمة. وتزامن التحذير مع تصعيد في المواجهات فوق منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه، فيما ابلغت انقرة ضمناً نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي يزور تركيا، رفضها طلبه عدم السماح لطائرات التحالف الغربي باستخدام قاعدة انجيرليك راجع ص3. واتهم رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد بغداد بالسماح لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان بالتحرك في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، وقدم ادلة لطارق عزيز لكنه شدد على ان تركيا "تحاول منع تقسيم العراق". واعتبرت واشنطن امس ان التهديدات العراقية للدول المجاورة تظهر "مدى عزلة النظام" في بغداد، وجددت تحذيراتها للرئيس صدام حسين من ان تنفيذ اي من التهديدات سيواجه بعواقب وخيمة. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الاميركي بي جي كراولي ان الرئيس العراقي كان "انتقد جيرانه العرب وذلك يظهر مدى عزلته". وأضاف: "ان واشنطن ستستمر في اتخاذ كل التدابير لاحتواء صدام ومنعه من تهديد جيرانه"، موضحاً ان التهديدات العراقية "لن تثني الولاياتالمتحدة عن القيام بواجباتها بموجب قرارات مجلس الأمن، وأوضحنا له صدام انه اذا نفذ أياً من هذه التهديدات سيواجه بعواقب وخيمة". يذكر ان الرئيس العراقي كان هدد ليل أول من أمس باستهداف المواقع التي تنطلق منها الطائرات الاميركية والبريطانية لفرض منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. طارق عزيز - اجاويد في انقرة اعلن عن تمديد زيارة طارق عزيز يوماً آخر بهدف استكمال مباحثاته مع المسؤولين الاتراك، على ان يعقد مؤتمراً صحافياً اليوم. وبعد لقاء استمر ثلاث ساعات مع رئيس الوزراء التركي اجتمع طارق عزيز مع وزير الخارجية اسماعيل جيم. وعبّر اجاويد في مؤتمر صحافي عن تمنياته باستئناف العلاقات الاقتصادية بين البلدين، التي يعيقها الحظر المفروض على العراق، وقال انه قدم تقريراً مفصلاً الى الجانب العراقي عما يمكن عمله بهذا الشأن، وان طارق عزيز طرح افكاراً محددة. واضاف اجاويد انه طالب بوقف الدعم لحزب العمال الكردستاني الامر الذي نفاه المسؤول العراقي. وتشير معلومات تركية غير رسمية الى انتقال ستة آلاف من اعضاء الحزب وعائلاتهم الى العراق بعد خروج اوجلان من سورية. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن اجاويد قوله: "اكتشفنا ان متمردي حزب العمال الكردستاني الذين طردوا من الاراضي السورية ناشطون في المناطق الخاضعة لسلطة حكومة بغداد"، مضيفاً ان "الجيش التركي وضع تقريراً مفصلاً جداً عن نشاطات حزب العمال في هذه المناطق، وعرضناه على طارق عزيز". وزاد ان المسؤول العراقي اقترح اجراء تحقيق مشترك حول وجود الحزب يشارك فيه ضباط اتراك. واضاف ان "تركيا تحاول منع تقسيم العراق، ولها الحق بأن تطلب منه وقف دعمه منظمة ارهابية، تسعى الى تقسيم تركيا" في اشارة الى حزب العمال. وأشار اجاويد الى وجود فراغ في السلطة في شمال العراق "يجب الا يؤدي الى تقسيم" هذ البلد. اما طارق عزيز فوصف المحادثات بأنها مجدية، مؤكداً ان "أمن تركيا مرتبط بأمن العراق" وان العلاقات الثنائية ستتحسن اذا لم تتدخل القوى الخارجية. وبرر رئيس الوزراء التركي استخدام الطيران الاميركي قاعدة انجيرليك، معتبراً ان الضربات الجوية في شمال العراق تأتي في اطار "الدفاع المشروع عن النفس". واشار الى ان "طارق عزيز قلق جداً من استخدام القاعدة، وطلب منا عدم السماح بذلك، وجددنا تأكيد ان الطيارين الاميركيين والبريطانيين يتحركون على اساس الدفاع المشروع عن النفس". وفي اشارة الى الامتعاض الاميركي من زيارة طارق عزيز لأنقرة قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية امس: "لدينا افكارنا الخاصة في شأن العراق، وليست للولايات المتحدة حدود مع العراق مثلنا". وأكد تمسك تركيا بوحدة هذا البلد. واضاف: "كل ما نريده ان تنتهي هذه الازمة وتعود الأمور الى طبيعتها، وبالطبع لن نتصرف خارج نطاق الاممالمتحدة". ويتوقع ان يعرض اجاويد على المسؤول العراقي خطته المعلنة عام 1996، التي اكد انه يطرحها للحوار مع واشنطن بهدف اعادة تأهيل العراق وتطبيقه قرارات الاممالمتحدة وبالتالي رفع الحظر.