القدس المحتلة - أ ف ب - إتسعت الهوة القائمة بين الاصوليين والعلمانيين اليهود في اسرائيل بعد تعبئة المتشددين قواهم ضد المحكمة العليا. ودعا الحاخام مناحيم بوروش، الذي يعد زعيما تاريخيا للمتشددين اليهود، صراحة الى اللجوء للقوة ما لم ينجح الاقناع. واضاف الحاخام الثمانيني مهددا: "اذا لم تقتنع المحكمة العليا منطقيا بالكف عن التدخل في الشؤون الدينية فستقع الحرب". وقال متشدد آخر هو الامين العام لحزب "ديغيل هاتوراه" موشي غافني، ان "على اي دولة ديموقراطية ان تأخذ بالحسبان رغبة مئات الاف الناس الذين ينزلون الى الشارع والا فاننا سنتجه نحو الكارثة". وكان نحو ربع مليون متشدد يهودي لبوا دعوة زعمائهم للتظاهر في القدس اول من امس، في استعراض للقوة احتجاجا على تدخل المحكمة العليا في الشؤون الدينية. وعلى مسافة لا تتعدى مئات الامتار احتشد نحو خمسين الف علماني للدفاع عن اولوية الديموقراطية على القانون الديني، طارحين صراحة مبدأ فصل الدين عن الدولة. لكن ما لفت الانتباه هو غياب زعماء ثلاثة احزاب رئيسية ستخوض الانتخابات العامة. وقال زعيم المعارضة العمالية ايهود باراك للاذاعة ان "المهم هو قلب الحكومة" مما عرضه لانتقادات في الصحف اتهمته بانه فوّت فرصة اظهار نفسه كزعيم لتيار عصري. واعرب زعيم حزب "الوسط" اسحق موردخاي عن اسفه للجوء الى التظاهر، فيما اعرب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن ارتياحه لان التظاهرات جرت في هدوء، معتبرا ان اسرائيل اعطت بذلك "مثلا جيدا للديموقراطية". وصرح الحاخام الكبير للاشكيناز اسرائيل لو امس بان "الهوة التي تتعمق بين الفريقين اثرت علي لدرجة اني اجهشت بالبكاء"، رغم ان ذلك لم يمنعه من المشاركة برفقة كبير حاخامات السفارديم الياهو باكشي - دورون في التظاهرة بالرغم من معارضة المدعي العام للدولة. وقال الباحث السياسي تشارلز ليبمان ان "مشاركة الحاخامين الكبيرين اللذين هما من موظفي الدولة، في تظاهرة كهذه يظهر الى اي حد ينجح المتشددون في جر كامل المعسكر الديني وراءهم مع انهم لا يشكلون سوى اقلية".