القدس المحتلة، تل ابيب - "الحياة"، ا ف ب - اقترح حاخام من اليهود المتطرفين امس ان تعترف اسرائيل بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية مقابل موافقة الفلسطينيين على وجود مكثف للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية. وجاء الاقتراح في خطة سلام اعدها الحاخام يعقوب شوليويتز وهو من المقربين للحاخام اليعازر شاح الزعيم الروحي ل "ديغيل هاتوراه"، احد تشكيلي حزب "اليهودية الموحدة للتوراة" الذي يمثله اربعة نواب من اصل 120 في البرلمان الاسرائيلي. واعلن الحاخام شوليويتز لوكالة "فرانس برس" ان "هذا المشروع يهدف الى طمأنة المستوطنين وفي الوقت نفسه يستلهم من افكار الحاخام شاح". وتقترح الخطة التي عُرضت على ممثلي المستوطنين ان تقوم اسرائيل بتوسيع كبير جدا للحدود البلدية للقدس، من اجل اقامة وحدتين مختلفتين فيها، احداهما اسرائيلية في غرب المدينة والاخرى فلسطينية في شرقها. وفي المقابل تطالب اسرائيل بتوطين مئات الالاف من اليهود في الضفة الغربية ليخضعوا لقوانينها. وقال الحاخام شوليويتز ان الحاخام شاح "لم يكن يوما يعارض مبدا الانسحاب من الضفة الغربية"، مضيفا ان"شاح يرى ان الضفة الغربية هي اراض احتلتها اسرائيل عسكريا ولم يمن بها الله. ولذلك لا يشكل الانسحاب منها مسألة دينية". ويتمتع الحاخام شاح، البالغ من العمر تسعين سنة، بمكانة مرموقة بين اليهود المتطرفين. وتتقارب مواقفه مع مواقف المعارضة اليسارية في ما يتعلق بحل النزاع الاسرائيلي العربي لكن ذلك لم يمنعه من التحالف مع اليمين القومي الاقل معاداة من اليسار في نظره للتقاليد الدينية. يشار الى ان قضية وضع القدس ومستقبل المستوطنات اليهودية وعددها حوالى 145 في الضفة الغربية من اصعب المسائل التي يجب حلها في اطار عملية السلام العربية الاسرائيلية. تدل خطة السلام المقترحة على رغبة في اضفاء صفة الاعتدال على المتدينين اليهود من خلال "الاعتراف" بدولة فلسطينية ولكن من دون التخلي عن الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية، بل في الواقع بتوسيع نطاق هذا الاستيطان ببناء مدن استيطانية تضم 600 الف يهودي في الضفة الغربية. ويتبين من "الخطة" ايضاً رغبة المتدينين في الغاء قانون التجنيد الاجباري الذي يرفضونه. وتم الكشف عن "خطة السلام الثورية الليثوانية" في اجتماع سري عقد الاسبوع الماضي بين رئيس الحاخامات السفارديم السابق موردخاي الياهو وممثل الحاخام اهارون ليب ستينمان والزعيم الروحي ل "ديفيل هاتوراه" والحاخام شايس هاير. وتتضمن النقاط الرئيسية للخطة التي نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية في مقابل موافقة فلسطينية على توطين 600 الف يهودي وهو العدد الذي كان موجوداً في جبل سيناء في مدن منفصلة في الضفة الغربية. وحضر الاجتماع مع الحاخام الياهو، وهو احد القادة الروحيين للمستوطنين، البروفيسور هيليل فايس المعروف بوقوفه الى جانب المستوطنين وممثلون آخرون للطوائف والتيارات الدينية اليهودية المختلفة. وتشمل مسودة الاتفاق التي جاءت بعنوان "النقاط الرئيسية لخطة التوراة للتوطين في ارض اسرائيل بالاتفاق مع العرب" النقاط الآتية: ا - الدولة الفلسطينية حقيقة يجب ان نقبلها. وسيكون من الأفضل التوصل الى اتفاق مع العرب في شأن المستوطنات اليهودية الضخمة في يهودا والسامرة الضفة الغربية. سيصبح الاتفاق المبدئي سارياً لدى اقامة دولة فلسطينية. ب - من الافضل الاحتفاظ بالقدس الكبرى المحيطة بالقدس بين مستوطنة موديعين في الغرب ومستوطنة معاليه ادوميم في الشرق، حتى لو كان ثمن ذلك الاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. ج - من اجل اقامة مستوطنة يهودية حضرية ضخمة في يهودا والسامرة الضفة الغربية يجب تمهيد الطريق الاسرائيلية السريعة من الجليل في الشمال الى النقب في الجنوب مروراً بوسط يهودا والسامرة. د - يجب الغاء قانون التجنيد الاجباري فور تطبيق الاتفاق. ه - تساعد الولاياتالمتحدة في تمويل اقامة القدس الكبرى والمدن في يهودا والسامرة ويجب توفير السكن لكل الازواج الشبان في البلاد في اطار هذه العملية. وتولى الحاخام ياكوف شولفيتز وممثل الحاخام ستينمان تقديم الخطة الليثوانية أثناء الاجتماع. وقال الحاخام شايس ان "مشكلتنا ليست يهودا والسامرة ولا حتى القدس، بل هي بقاء اليهود في الأرض". وأضاف ان اليهود المريديين سمعوا هذا الكلام منذ سنوات وانه يجب نقل هذه الافكار الى "من هم خارج دوائرنا". وأكد المتحدث باسم الحاخام الياهو ان الحاخام رفض الخطة المقترحة لكنه سيقبل برأي كبار الحاخامات حتى لو كان بين الأقلية.