رام الله الضفة الغربية - اف ب - أكد الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم امس ان القيادة الفلسطينية تعمل "من اجل الوصول الى صيغة" ما لاستحقاق الرابع من ايار مايو المقبل موعد انتهاء المرحلة الانتقالية. وقال عبدالرحيم الذي كان يتحدت في احتفال اقامه حزب "الشعب" الفلسطيني في ذكرى اعادة تأسيسه: "لا اخفي عليكم اننا مقبلون على منعطف ومطلب وطني ومصيري هو تاريخ انتهاء المرحلة الانتقالية". واضاف ان "القيادة الفلسطينية تدرس وتتشاور مع الاشقاء في مصر والاردن والسعودية والمغرب العربي ومع الاصدقاء في الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي من اجل الوصول الى صيغة تلبي تطلعات شعبنا وتساهم في عدم حصول فراغ سياسي". ويرجح ان يحل الرابع من ايار مايو قبل اكتمال مراحل المفاوضات التي نص عليها اتفاق الحكم الذاتي الفلسطيني - الاسرائيلي. من جهة اخرى، يرى مسؤولون ومحللون فلسطينيون ان دعوة الرئيس ياسر عرفات الجديدة الى اقامة كونفيديرالية اردنية - فلسطينية تشكل استباقا لمحاولات التأثير على القرار الاردني بعد التغيير الذي حصل في قيادة هذا البلد، والتفافا على الضغوط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية مع اقتراب موعد اعلان الدولة المستقلة. وهذه ليست المرة الاولى التي يدعو فيها الفلسطينيون الى قيام كونفيديرالية مع الاردن، لكن التوقيت اختلف هذه المرة كونها تأتي بعد ايام فقط على اعتلاء الملك عبدالله بن الحسين عرش الاردن. ويرى هؤلاء ان الحشد الدولي والاقليمي غير المسبوق الذي شهدته جنازة الملك الراحل اعطى اشارات قوية الى رغبة اللاعبين في المنطقة وحلفائهم في العالم في التأثير على سياسة الاردن. وقال مسؤول فلسطيني لوكالة "فرانس برس": "هناك هجوم على الاردن والرئيس عرفات بحديثه عن الكونفيديرالية انما يوجه رسالة قوية لهؤلاء، خصوصا اسرائيل". واضاف ان عرفات "كأنما يقول انه اقرب الى الاردن من اي طرف اخر في المنطقة". ويرى محمد حمزة مدير "مركز الدراسات الاستراتيجية والامنية" في غزة ان غياب الملك حسين فتح الباب امام امكان التأثير على سياسة الاردن في المنطقة، الامر الذي ولد مخاوف فلسطينية من احتمالات التأثير السلبي على أسس علاقتهم بالاردن. وقال حمزة لوكالة "فرانس برس": "هناك بوادر صراع اسرائيلي - سوري قادم لجهة التأثير في السياسة الاردنية، والقيادة الفلسطينية تدرك ذلك وهي لا ترغب ابدا في ان تكون غائبة عن هذا المسرح". وتنطلق دعوة الكونفيديرالية هذه قبل اقل من ثلاثة اشهر على موعد الرابع من ايار مايو، موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي قال عرفات انه سيعلن مع انقضائها دولة فلسطينية مستقلة. ويقول حمزة ان عرفات "يدرك مدى صعوبة اعلان الدولة، لذلك فان معاودة الحديث عن الكونفيديرالية ستساعده في مواجهة الضغوط التي تمارس عليه في هذا الصدد"، في اشارة الى الرفض الاسرائيلي والاميركي ورغبة التأجيل العربية لفكرة اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. ويحمل تجديد التلويح بالكونفيديرالية مع الاردن رسالة فلسطينية اخرى الى اسرائيل التي عطلت حكومة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو تطبيق اتفاق واي ريفر الاخير بدعوى اسرائيلية مفادها ان الفلسطينيين لم يفوا بالتزاماتهم خصوصا تكرارهم الاعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة. لكن اسرائيل ردت على تصريحات عرفات اول من امس بقولها ان اعلان الكونفيديرالية هذا لا يقلل من مخاوفها ازاء الاعلان عن دولة فلسطينية. من جانبه، اكد الاردن امس على لسان وزير خارجيته عبدالإله الخطيب ان احتمالات اقامة كونفيديرالية مع السلطة الفلسطينية "سابقة لاوانها" قبل قيام دولة فلسطينية. واضاف انه "ليس ثمة تغيير في الموقف الاردني الرسمي الذي سبق واُعلن على المستويات كافة" منذ طرح هذا الموضوع في مطلع الثمانينات.