وصف خبيران المملكة العربية السعودية بانها رائدة في مجال التنقيب واستخراج النفط، ما يجعلها بغنى عن الاستثمارات الاجنبية في هذا القطاع على رغم الانخفاض الحاد في ايراداتها النفطية. وأشار الخبيران الى ان السعودية يمكن ان توافق على عودة الشركاء الاجانب في قطاع الغاز، لتأمين التمويل اللازم من اجل تطوير احتياطها الضخم من الغاز غير المصاحب لتلبية حاجاتها المتنامية من هذا المصدر النظيف للطاقة. وقال مهدي فارازي من دار الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن لپ"الحياة" ان "موقف السعودية من الاستثمار الاجنبي في قطاع استخراج النفط كان متوقعاً خلال زيارة وزير الطاقة الاميركي الاخيرة". واضاف ان السعودية "لا تريد عودة الشركات الاميركية الى هذا القطاع لأن لديها الخبرة والتكنولوجيا الكافية وتملك فائضاً نفطياً كبيراً، ما يعني انها ليست بحاجة في الوقت الحاضر على الاقل الى توسيع طاقة انتاجها... ولكن اعتقد انها يمكن ان تقبل الاستثمار في تطوير قطاع الغاز الطبيعي بسب الكلفة المرتفعة لمثل هذه المشاريع". وكانت هناك تكهنات بان الحكومة السعودية قد توافق على عودة الشركات الاجنبية الى قطاعها النفطي خلال الزيارة التي قام بها الى المملكة وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون الاسبوع الماضي. الا ان هذه التكهنات جاءت في غير محلها، اذ أسفرت الزيارة فقط عن توقيع اتفاق بين البلدين لتوسيع الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة من دون ذكر أي مشاريع محددة في أنشطة التنقيب او استخراج النفط. وقال خبير نفطي آخر ان دخول الشركات الاجنبية الى قطاع النفط في السعودية سيساعدها على ضمان التمويل والاسواق لنفطها. لكن الخبير ليو درولاس من "مركز دراسات الطاقة الدولي" في لندن، اشار الى ان "السعودية بامكانها ايجاد الاسواق وحدها بسهولة عن طريق خفض الاسعار". وأضاف "لا اعتقد ان السعودية تريد عودة اكسون وتكساكو وغيرها من الشركات الاميركية الى قطاع النفط لأنها ليست بحاجة للتكنولوجيا، اذ انها أصبحت رائدة في هذا المجال...وقد ظهر ذلك في قيام شركة ارامكو بتطوير حقل الشيبة النفطي في صحراء الربع الخالي والذي يعد من اصعب المشاريع النفطية في العالم". الا ان درولاس اعتبر ان المملكة التي تسيطر على اكثر من ربع احتياط النفط الدولي بحاجة الى الاستثمار الاجنبي في تطوير مواردها من الغاز الطبيعي غير المصاحب لاستغلاله في تشغيل محطات تحلية المياه والمنشآت الاخرى. وقال ان ذلك سيؤدي ايضاً الى رفع طاقة انتاج المملكة من النفط الخام، لأنه يتم حالياً حرق اكثر من 200 الف برميل يومياً بسبب عدم تطوير حقول الغاز. وأضاف "لا اعتقد ان السعودية بحاجة الآن الى مشاريع تسييل غاز لان هناك فائضاً من هذا الغاز في الاسواق الدولية حالياً... ان ما تحتاجه هو تطوير موارد الغاز الطبيعي لتلبية الحاجات المتزايدة للسوق المحلية... وأعتقد ان ذلك يتطلب شركاء أجانب نظراً لارتفاع كلفة مثل هذه المشاريع".