لندن، الرياض - "الحياة"، رويترز - توقع مسؤول نفطي سعودي ان تتحسن أسعار الخام في الاشهر القليلة المقبلة. في حين توقعت وكالة الطاقة الدولية ان يحقق الطلب الدولي على النفط انتعاشاً أقل السنة الجارية نتيجة التباطوء الاقتصادي في الدول النامية. في الوقت نفسه تراجع سعر خام القياس "برنت" في اليومين الماضيين الى مستويات دنيا جديدة وافتتح التداول امس في بورصة النفط الدولية بسعر 10.13 للبرميل. وقال المسؤول السعودي لرويترز "من المتوقع زيادة الطلب على النفط ومن المنتظر ان ينتعش الطلب في آسيا ثانية وان يتراجع المعروض، واستناداً الى هذه العوامل تتوقع السعودية انتعاش الاسعار بعد اشهر قليلة". واضاف المسؤول ان بلاده "ستبحث في اتخاذ قرار جماعي في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لتسوية النزاع حول ادعاء ايران ان تقويم المنظمة العام الماضي لاساس قياس الانتاج الايراني الذي تُحتسب عليه الكميات المطلوب خفضها باقل من الواقع". وتابع: "اذا قررت أوبك التعامل مع ايران باعتبارها حالة خاصة ليكن ذلك". غير أن مسؤولاً في "اوبك" قال لرويترز "ان السعودية تعتقد ان مثل هذا التحرك سيرسي سابقة سيئة تشجع أعضاء المنظمة على المطالبة بتنازلات بعد التوصل الى اتفاقات". وأفاد المسؤول السعودي ان المملكة ستوافق على عقد اجتماع بين "أوبك" والمنتجين من خارجها لمجابهة ظروف السوق قبل الاجتماع المقرر للمنظمة في أذار مارس المقبل. لكنه قال: "ان الامر سيتطلب أعداد جدول أعمال واضحاً قبل ذلك". وكالة الطاقة من جهة ثانية قلصت وكالة الطاقة الدولية توقعات الطلب السنوي وذكرت ان حاجة العالم الى النفط قد تزيد بمقدار مليون برميل يومياً فقط اي بنسبة 1.4 في المئة الى 74.7 مليون برميل سنة 1999. ولاحظت الوكالة ان معدل التزام دول "أوبك" خفوضات الانتاج المستهدفة تراجع الى 75 في المئة في كانون الثاني يناير الماضي وان الزيادة في انتاج المنظمة تجاوزت انخفاض انتاج الدول غير الاعضاء فيها. وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط "ان تقديرات أولية تشير الى ان المعروض من نفط أوبك زاد بواقع 248 ألف برميل يومياً في كانون الثاني الى 27.62 مليون برميل يومياً". وخفضت الوكالة تقديرها للطلب على نفط "أوبك" والسحب من المخزونات بواقع 200 ألف برميل يومياً الى 26.9 مليون برميل يومياً السنة الجارية واعادت السبب الرئيسي الى انخفاض الطلب. كما خفضت الطلب الدولي المتوقع على النفط بواقع 400 ألف برميل يومياً وخفضت المعروض من النفط من خارج "أوبك" بواقع 200 ألف برميل يومياً. وتوقعت الوكالة ان ينمو الانتاج من خارج "أوبك" بواقع 240 ألف برميل يومياً الى 44.83 مليون برميل سنة 1999. وجاء في تقرير الوكالة "ان المعروض من خارج أوبك بلغ في المتوسط 44.9 مليون برميل يومياً في كانون الثاني مع انخفاض انتاج الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 120 ألف برميل يومياً". وانخفض انتاج أميركا الشمالية بنحو 65 ألف برميل يومياً بينما تسببت مشاكل فنية وسوء الاحوال الجوية في خفض انتاج بحر الشمال بنحو 140 ألف برميل يومياً. وعلى رغم اغلاق مشروع رئيسي من أجل الصيانة زاد المعروض من نفط استراليا 80 ألف برميل يومياً.