اشترت "شركة التعدين العربية السعودية" معادن حصة شركة "بوليدن مينرال" السويدية في منجم الصخيبرات، ثاني اكبر المكامن السعودية لانتاج الذهب الخام بقيمة 6.93 مليون دولار بعد مفاوضات استمرت اكثر من 15 شهراً. وكانت "بوليدن" تمتلك منجم الصخيبرات مناصفة مع "المؤسسة العامة للبترول والمعادن" بترومين منذ منتصف عام 1989 وأسس الجانبان "الشركة السعودية للمعادن النفيسة" لانتاج خام الذهب والمعادن المصاحبة برأس مال 27.46 مليون دولار وحققا ارباحاً مجزية خلال أعوام الامتياز والاعفاء تجاوزت في تقديراتها الرسمية نحو 265 مليون ريال 70.7 مليون دولار تشكل 33 في المئة من اجمالي الايرادات المقدرة ب 211.2 مليون دولار. وبهذه الصفقة تصبح "معادن" المالك الوحيد لجميع حصص "الشركة السعودية للمعادن النفيسة". وجاء في بيان اصدرته "معادن" امس لمناسبة توقيع عقد شراء حصة الشريك الاجنبي ان الشركة ستواصل اعمالها "لتنمية وتطوير وتحسين صناعة المعادن" في الاراضي السعودية. وقال الدكتور عبدالله الدباغ الرئيس العام للشركة ان ثلاثة مناجم "الاحجار"، "الآمار"، "بلغه" للذهب ستدخل مراحل التطوير في الفترة المقبلة. ومعلوم ان "بوليدن" السويدية الاصل التي تحولت في حزيران يونيو عام 1997 الى شركة كندية عامة كانت اتجهت نحو استغلال خام الزنك عوضاً عن المعادن النفيسة ما ادى الى ابدائها رغبتها بيع حصتها. يذكر ان المنجم اكمل عامه العاشر في الشراكة بين "بوليدن" و"معادن"، ويقدر عمره الافتراضي ب 12 سنة. وأمكن من خلال الابحاث الميدانية تطوير عمره الافتراضي سنتين لإنتاج ما يزيد عن 150 الف اوقية من الذهب الخالص. ويقدر احتياط المنجم ب 8.4 مليون طن بنسبة تركيز 2.5 غرام في الطن. من جهة اخرى، صرح الدكتور الدباغ ل"الحياة" تعليقاً على تأجيل دخول مناجم الذهب السعودية مراحل التطوير رغم جهوزيتها "ان تأجيل دخول منجمي الآمار والاحجار مراحل التطوير كان لأسباب اقتصادية صرفة استهدفت خفض الكلفة الرأسمالية في ظل الاسعار المتدنية للذهب عالمياً، اضافة الى درس "معادن" طرقاً حديثة لتعدين الخام في منجم الآمار". وتوقع دخول المنجم مراحل التطوير بين نهاية السنة الجارية ومنتصف السنة المقبلة على أقصى تقدير. وكان مقرراً دخول المنجم مراحل التطوير في ايلول سبتمبر 1997، وقدرت عوائد المشروع الاستثمارية بأكثر من 40 في المئة من اجمالي الكلفة المقدرة بين 24 و29 مليون دولار. وتقدر احتياطات الخام في المنجم ب 4.2 مليون طن بنسبة 2.6 غرام في الطن وعمر افتراضي يزيد على خمس سنوات وسط تقديرات بأن يصل انتاج المنجم سنوياً الى 50 الف اونصة. وهو يعتبر الاقل في نسب الخام بين المناجم الثلاثة الاخرى "الآمار"، "الصخيبرات"، "مهد الذهب"، وواحداً من ابسط انواع المناجم في العالم لجهة عمليات التعدين وطرق المعالجة. يشار الى ان السعودية تعول كثيراً على مشاريعها التعدينية للمساهمة في عمليات التنمية وتوسيع قدراتها الحالية خصوصاً بعدما تأثرت مداخيلها من النفط. ويؤكد مراقبون في السعودية ان دخول مشاريع التعدين مراحل التطوير سيساهم في تشغيل أكثر من 29 في المئة من العمالة السعودية.