قال المدير العام ل "شركة التعدين العربية السعودية" معادن الدكتور عبدالله الدباغ ان صفقة شراء "معادن" حصة شركة "بوليدن مينرال اكتوبلاج" الكندية في منجم الصخيبرات، ثاني أكبر مكامن الذهب في الأراضي السعودية، ستتحدد نهاية تشرين الأول اكتوبر المقبل على ان تبدأ بعد ذلك مرحلة المفاوضات في شأن السعر النهائي. وكانت مصادر في الشركة أوضحت ل "الحياة" ان الشركة الاستشارية الاجنبية التي كلفت درس وتقويم أصول شركة "بوليدن" في صدد تقديم تقرير نهائي الاسبوع المقبل، وقد يتضمن رؤية لجهة السعر. معلوم ان شركة "بوليدن" تملك حصة في "الشركة السعودية للمعادن النفيسة" التي تملك حق امتياز استغلال الذهب والمعادن المصاحبة له في منجم الصخيبرات. وتحولت "بوليدن" السويدية الأصل في 16 حزيران يونيو 1997 الى شركة كندية عامة مدرجة اسهمها في بورصتي تورونتو ومونتريال، وتتخذ من تورونتو مقراً رئيسياً. وتسير "معادن" على خطى "المؤسسة العامة للبترول والمعادن" بترومين الملغاة عام 1988 عندما اشترت حصة شركة "غولد فيلد" البريطانية في منجم مهد الذهب، فيما دخل منجما الآمار والحجار الحديثان مراحل التطوير من دون مشاركة اجنبية، وهو ما سينطبق على مناجم الذهب كافة في المستقبل، بعد تراكم الخبرات السعودية في هذا المجال. ويمثل السعوديون العاملون في المناجم الأربعة أكثر من 76 في المئة من اجمالي العاملين يتقدمهم المهندسون والاداريون، فيما تبقى اعداد السعوديين محدودة في مجال تعدين الخام نفسه. وأبلغ الدباغ "الحياة" ان ليس لدى "معادن" اهتمام بمشروع استغلال حديد وادي الصواوين لأسباب عدة منها نوعية الخام والأسعار العالمية ما يجعل المشروع غير مجد من الناحية الاقتصادية. وكانت وزارة النفط ممثلة بالمديرية العامة للثروة المعدنية طرحت مشروع استغلال خام الحديد في وادي الصواوين عام 1994 في منافسة دولية تقدمت لها 27 شركة لم تبق منها سوى شركة واحدة فقط. وقدرت دراسة جدوى اقتصادية قامت بها شركة الصلب البريطانية بريتيش ستيل استثمارات المشروع ب 550 مليون دولار لإنتاج 2.2 مليون طن من كريات الحديد سنوياً لمدة 25 سنة وعوائد سنوية بين 13 و15 في المئة. لكن الشركات اتفقت على عدم جدوى المشروع نهاية العام الماضي، وارتفاع كلفة البنى التحتية الخاصة به ما أدى الى انسحابها من المشروع. ونفى الدباغ مسؤولية "معادن" عن تأخير ظهور أضخم مشروع تعديني في السعودية، موضحاً ان استغلال خام الفوسفات "مشروع استراتيجي مهم، لكن دراساتنا الاضافية حول طرق ومناطق الاستغلال لم تنته بعد، وتحتاج الى وقت". وأكد ان الشركة في صدد عقد لقاءات مع الشركات الست التي تأهلت الى المرحلة قبل النهائية للمشروع ولقاءات أخرى مع مسؤولي مديرية الثروة المعدنية قبل حسم الموضوع. وكانت مصادر في الشركات أشارت الى امكان تأسيس كونسورتيوم بين الشركات المتأهلة و"معادن" لاستغلال خام الفوسفات والمشاركة في أعباء البنى التحتية. وينقسم مشروع استغلال خام الفوسفات الى ثلاثة مشاريع رئيسية: الأول تعدين الخام ومعالجته، والثاني نقل الخام، والثالث تصنيعه. وقدرت وزارة النفط نفقات تشغيل المشروع ب 322 مليون دولار وعوائده بين سبعة وعشرة في المئة سنوياً لمدة 30 سنة.