اتفقت الطواقم التفاوضية الفلسطينية والاسرائيلية الرسمية على الشروع في مفاوضات "الوضع النهائي" للاراضي الفلسطينية في السابع من شهر تشرين ثاني نوفمبر المقبل في الوقت الذي أعد فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك مسودة ل "اتفاق اطار" لعرضها على الرئيس ياسر عرفات بحضور الرئيس بيل كلينتون خلال القمة الثلاثية بينهما في اوسلو. وأعلن رئيس الطاقم التفاوضي الفلسطيني ياسر عبدربه ونظيره الاسرائيلي اوديد عيران في ختام أول اجتماع بينهما عقد أمس أنه اتفق على تاريخ محدد لبدء المفاوضات بين الطاقمين الرسميين على أن يسبق ذلك اجتماع ثنائي بينهما على هامش لقاء القمة في أوسلو. وذكرت مصادر اسرائيلية أن الاجتماع عقد في "اجواء مريحة وايجابية" وذلك على الرغم من معارضة باراك المستمرة تولي عبدربه رئاسة الوفد الفلسطيني. وبالاضافة الى عبدربه، سيرافق الرئيس الفلسطيني في زيارته لاوسلو مهندسا اتفاق أوسلو، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ابو مازن ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع وكذلك وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث. ويذهب الفلسطينيون الى أوسلو حاملين ما تبقى من "تركة" الاتفاق المرحلي الذي لم ينفذ جميع بنوده، آملين في الوقت ذاته أن تكون قمة أوسلو "مقدمة لمفاوضات جدية حول المرحلة النهائية" حسب مصادر فلسطينية مطلعة. ولم تخف هذه المصادر تخوفها من نية باراك فرض "رؤيته الخاصة" للحل مع الفلسطينيين والتي تشمل لاءاته الخمس على الجانب الفلسطيني بمساعدة الرئيس بيل كلينتون وطاقمه. وقالت مصادر دبيلوماسية ل "الحياة" أن كلينتون يبحث امكان تمديد فترة زيارته لاوسلو ليتاح له مزيد من الوقت لاقناع عرفات بتحديد موعد محدد لبدء مفاوضات ثنائية مع باراك على غرار تلك التي اجريت بين الرئيس المصري الراحل انور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل مناحيم بيغن في منتجع كامب ديفيد في الولاياتالمتحدة بمشاركة الرئيس الاميركي في حينه جيمي كارتر والتي أفضت الى التوقيع على معاهدة سلام بين الجانبين سميت باسم المنتجع. وقالت مصادر اسرائيلية أن باراك سيطلب من عرفات أن يجتمعا على مدى شهر متواصل في مكان ما يمكن أن يكون في أوسلو أو الولاياتالمتحدة وأنه سيطلب مساندة كلينتون في مطلبه هذا. واعتبر نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني أن قمة أوسلو تشكل "فرصة لاعادة تقويم عملية السلام منذ التوقيع على اتفاق شرم الشيخ حتى الآن". وأكد أبو ردينة في تصريحات أن الجانب الفلسطيني سيطالب بوجود اميركي فاعل ومستمر "لانه لم يتبق وقت كثير، كما سنطالب بوقف الاستيطان". ونص اتفاق شرم الشيخ على أن يتوصل الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاق اطار على قضايا "الوضع النهائي" في فترة زمنية لا تتجاوز شهر شباط فبراير من العام 2000 يصار بعدها الى التوصل الى اتفاق شامل حول هذه القضايا حتى سبتمبر ايلول من السنة نفسها. وتعتبر قمة اوسلو المنتظرة ثالث حدث احتفالي يعلن فيه بدء مفاوضات "الوضع النهائي" من دون أن يشرع فعلا في اجرائها. ويعتقد محللون فلسطينيون واسرائيليون أن المفاوضات بدأت فعلاً من خلال قنوات تفاوضية سرية بناء على رغبة باراك الذي أعلن مراراً أنه يريد أن يقود المفاوضات بنفسه بصفته رئيساً للحكومة ووزيرا للدفاع.